[ أردوغان (يمين) وترامب خلال مشاركة سابقة لهما في قمة حلف شمال الأطلسي (غيتي إيميجز) ]
قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبّر في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس -مساء الأربعاء- عن قلقه من التوتر القائم حاليا بين اليونان وتركيا في شرق البحر المتوسط.
وأضاف بيان للبيت الأبيض أن ترامب دعا الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي إلى الحوار بخصوص نزاعهما على الحقوق في موارد الطاقة بشرق البحر الأبيض المتوسط.
وكان ترامب بحث في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء أيضا، القضايا الثنائية والإقليمية، ومنها قضية شرق المتوسط.
خلافات شديدة
وتصاعدت حدة التوتر بين تركيا واليونان منذ أن أرسلت أنقرة سفينة المسح "عروج ريس" إلى مياه متنازع عليها في شرق البحر المتوسط هذا الشهر في خطوة وصفتها أثينا بأنها غير قانونية.
وتدور خلافات شديدة بين تركيا واليونان، العضوين في حلف شمال الأطلسي، بشأن السيادة على موارد النفط والغاز في المنطقة، بناء على وجهات نظر متباينة بشأن امتداد الجرف القاري لكل من الدولتين في المياه التي تنتشر فيها جزر معظمها يونانية.
وذكر مكتب أردوغان في بيان أن الرئيس التركي أوضح خلال الاتصال، أن بلاده "لم تكن الطرف الذي يخلق حالة من عدم الاستقرار في شرق المتوسط"، وأن تركيا "أثبتت دعمها الحوار وخفض التصعيد عبر إقدامها على خطوات ملموسة".
وفي وقت سابق الأربعاء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى ضرورة خفض التوتر شرق البحر المتوسط، وحل الخلافات بين الدول المعنية طبقا للميثاق الأممي، بينما نددت ألمانيا بالمناورات العسكرية في المنطقة.
وجاءت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة خلال رد ستيفان دوجاريك -المتحدث باسم غوتيريش- على أسئلة صحفيين، بشأن موقف الأمين العام من إعلان وزارة الدفاع اليونانية الثلاثاء عن تدريبات عسكرية مشتركة جنوب جزيرة كريت شرقي المتوسط، مع كل من قبرص وإيطاليا وفرنسا، بين الثلاثاء والجمعة.
وقال دوجاريك خلال مؤتمر صحفي "نتابع بوضوح هذه التطورات شرق المتوسط (..) ومع وجود هذا العدد من الأطراف المنخرطة، فكما تعرفون هناك قوات عسكرية مختلفة ومناورات تُجرى.. ولذلك نحث جميع الأطراف المعنية على الحوار".
وأضاف "وعلى تلك الأطراف أن تحل خلافاتها استنادا إلى المبادئ المنصوص عليها في الميثاق (الأممي)".
تنديد ألماني
من جهتها، نددت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارنباور -الأربعاء- بالمناورات العسكرية المتقابلة التي تجرى في شرق المتوسط، معتبرة أنها "لا تساعد" على خفض التوتر بين تركيا واليونان في هذه المنطقة.
وتقوم ألمانيا -التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من عام 2020- بمهمة وساطة حاليا بين أثينا وأنقرة.
وضمن مظاهر التصعيد الحالية في مياه المتوسط، قالت اليونان إنها تعتزم مدّ الحد الغربي لمياهها الإقليمية في البحر الأيوني (أحد فروع البحر الأبيض المتوسط)، وسط أزمة بالغة التصعيد في مياه المتوسط، وتحذير تركي من مغبة "الأخطاء التي قد تؤدي لتدمير بعض الدول".
وأكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس -الأربعاء- أن بلاده تعتزم مد الحد الغربي لمياهها الإقليمية في البحر الأيوني إلى 12 ميلا.
وقال للنواب خلال نقاش بشأن ما إذا كان البرلمان سيوافق على اتفاق تم التوصل إليه في الآونة الأخيرة على الحدود البحرية بين اليونان وإيطاليا، "ستوسع اليونان مياهها الإقليمية الغربية إلى 12 ميلا بحريا من 6 أميال".
تدريبات عسكرية مشتركة
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع اليونانية عن بدء تدريبات عسكرية مشتركة مع فرنسا وإيطاليا وقبرص شرقي البحر المتوسط، اعتبارا من اليوم وحتى يوم الجمعة المقبل.
وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إن شرق المتوسط يتحول إلى فضاء للتوترات، وإن احترام القانون الدولي يجب أن يكون هو القاعدة لا الاستثناء.
وأشارت الوزيرة إلى أن بلادها ستبدأ مع شركائها القبارصة واليونانيين والإيطاليين مناورة عسكرية بدءا من أمس الأربعاء بوسائل جوية وبحرية.
وأضافت أن رسالة بلادها بسيطة، وهي أن الأولوية للحوار والتعاون والدبلوماسية من أجل أن يكون شرق المتوسط فضاء للاستقرار واحترام القانون الدولي، وليس ميدانا لطموحات البعض.
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع التركية إنها تواصل تدريبات قواتها البحرية مع نظيرتها التابعة للدول الحليفة.
وبحسب تغريدة لوزارة الدفاع التركية نشرتها على حسابها في تويتر، فقد أجرت الأربعاء الفرقاطة بارباروس وسفينة حربية أخرى تدريبات بحرية مع المدمرة الأميركية "وينستون تشرشل" شرقي المتوسط.