[ الكاتب: تداعيات انفجار مرفأ بيروت الذي هو زلزال من صنع البشر ستستمر سنوات عديدة مقبلة (رويترز) ]
نشرت مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) مقالا للصحفي الأميركي من أصل لبناني هشام ملحم رأى فيه أن الشعب اللبناني ما زال يعيش حالة من الذهول بسبب الكارثة التي حلت به جراء انفجار مرفأ بيروت الأسبوع الماضي، ومع ذلك هناك العديد من الأدلة على أن موجة غضب متصاعدة تتشكل ضد "الطبقة السياسية المجرمة التي حكمت لبنان بالأكاذيب والأوهام والخوف والفساد وعدم المساواة"، على حد تعبيره.
وقال ملحم -في مقال تحت عنوان "هل ينهض لبنان من تحت الرماد؟" إن أوقاتا عصيبة مرت على لبنان من قبل، ولكن الشعب اللبناني لم يتعرض لاختبار مثل الذي مر به مؤخرا، فقد عاش لبنان لمحة عن نهاية العالم، كانت نتيجة لعقود من الخلل السياسي والإهمال والفساد ونهب الموارد الاقتصادية والأصول العامة من قبل تحالف راسخ وغير قانوني من العائلات السياسية الإقطاعية وأمراء الحرب السابقين والحاليين والأثرياء المتنفذين.
وحسب الكاتب، فقد بلغ ذلك الفساد ذروته في الانفجار الذي دمر منطقة مرفأ بيروت بالكامل، وتسبب في أضرار جسيمة للمباني والمنشآت في دائرة تصل إلى 5 أميال من المرفأ، كما دمر صومعة الحبوب الضخمة في الميناء، التي بقي جزء منها منتصبا كأثر تاريخي قديم من حضارة غابرة.
وأوضح الكاتب أن تداعيات انفجار مرفأ بيروت الذي وصفه بزلزال من صنع البشر؛ ستستمر سنوات عديدة مقبلة.
لكي ينهض لبنان
وعرض الكاتب جانبا من تاريخ الصراعات والتدخل السوري والاحتلال الإسرائيلي في لبنان، مما أنتج الواقع المتردي الحالي للبلد، وقال إن حزب الله تغلغل في كل المؤسسات اللبنانية الرسمية، بما في ذلك القوات المسلحة ومعظم أجهزة الأمن الداخلي، ويتحكم الآن في مرفأ ومطار بيروت، وإن أي تحقيق جاد ومستقل في الانفجار يجب أن يعترف بقدرة حزب الله على الوصول غير المحدود إلى الميناء، لأن مخبأ نترات الأمونيوم المصادرة التي تسببت في الانفجار الذي سوى المرفأ بالأرض ودمر أجزاء كبيرة من بيروت، يمكن استخدامها لأغراض تجارية وغير تجارية.
ورأى ملحم أنه لا خلاص للبنان، ناهيك عن بناء دولة مدنية وحكم جيد، ما لم يتم تقليص نفوذ حزب الله أو القضاء عليه بالكامل، على حد تعبيره.
وقال إن على الدول الغربية التي ما زالت مهتمة بمساعدة الشعب اللبناني أن تصر على تحقيق دولي شفاف في انفجار بيروت، وإن على الولايات المتحدة الأميركية أن تساعد في التحقيق بخبرتها الفنية الكبيرة.
كما ينبغي أن تقدم المساعدات الدولية من خلال المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية في المستقبل، مشيرا إلى أن المسؤولين اللبنانيين قد يرفضون الإصلاحات الجادة إذا تم الكشف عن مكاسبهم غير المشروعة.
وختم الكاتب بالإعراب عن أمله أن تمثل كارثة انفجار مرفأ بيروت دافعا للبنانيين للتفكير والعمل كشعب موحد، وقال إن الوقت قد حان ليهز الشعب اللبناني البلد بأكمله مرة أخرى بهتاف الثوار: "كلهم يعني كلهم"، والعمل هذه المرة على تحقيق ذلك.