[ رائدات الأعمال العربيات (من اليمين) هدى قطان وعزة فهمي وريم عكرا (مواقع التواصل) ]
أصبحت رؤية امرأة ترتدي ملابس بتصميمات شرقية حدثا يستحق الاحتفاء به، وسط شيوع الذوق الغربي على ملابسنا، بسبب سيطرة العلامات التجارية الأجنبية على سوقنا المحلي، فيواجه رواد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، في كل المجالات، منافسة شرسة من العلامات التجارية الأجنبية، بقدرتها المهولة على التوزيع. لكن اليوم، يمكن القول إن النساء قادمات، وبقوة.
فقد كشفت مجلة "فوربس ميدل إيست" Forbes Middle East عن قائمة من نساء شرق أوسطيات لعبن دورا رئيسيا في إنشاء علامات تجارية حازت على اهتمام قطاع واسع من المستهلكين، حتى تطورت أفكارهن ومشاريعهن الوليدة إلى شركات مربحة ومستدامة، بل أكثر الشركات الناشئة نجاحا في المنطقة، وتمكن من الحفاظ على نجاحهن رغم التحديات التي تفرضها جائحة فيروس كورونا على المشاريع الناشئة، وتصدرت العربيات المراكز العشرة الأولى.
هدى قطان "هدى بيوتي"
بدأت العراقية هدى قطان عملها على منصات التواصل الاجتماعي عام 2010 مدونة عن مستحضرات التجميل وأسس وضع المكياج، ثم بدأت العمل على علامتها التجارية الشهيرة "هدى بيوتي" والتي تحقق اليوم مبيعات بقيمة 250 مليون دولار.
تصدرت هدى القائمة، ولم يكن نجاحها هذا سهلا، فقد ولدت في أميركا لأبوين عراقيين، وكانت طفولتها ثم مسارها الوظيفي كشابة بعيدين تماما عن التجميل، بل عملت في مجال التمويل، وكما قالت إنها عملت "كموظفة ملتزمة بساعات العمل من التاسعة صباحا حتى الخامسة عصرا" لتنافس مشاهير العالم اليوم بمليوني متابع على منصة إنستغرام وحدها.
بدأ التحول عام 2013، عندما قررت هدى وشقيقتاها منى وعليا بدء مشروعهن "هدى بيوتي" بعد محاولتهن شراء رموش صناعية، وإدراكهن وجود فجوة بين المنتج باهظ الثمن والمنتجات زهيدة السعر، مما يدفع الفتيات بقبول القليل أو دفع الكثير للتجمل، لتقرر الأخوات الثلاث عمل مشروعهن الخاص، والإعلان عن منتجاتهن التي وصل عددها إلى أكثر من 140 منتجا للتجميل والعناية بالبشرة، منها ما أصبح اليوم أفضل ما في السوق العالمي وفقا لتصنيف مجلة "فوربس" (Forbes) والتي صنفت هدى عام 2019 واحدة من النساء الأميركيات العصاميات.
عزة فهمي للمجوهرات
وضعت المجلة صورة الفنانة المصرية عزة فهمي على غلافها كواحدة من أهم عشر نساء في القائمة. وتشتهر فهمي بتصميماتها الأصيلة للمجوهرات، وكان ظهورها الأول في سبعينيات القرن الماضي عندما ارتدت الفنانة سعاد حسني تصميماتها في فيلم "شفيقة ومتولي".
تلا هذا النجاح مجموعتها بعنوان "منازل النيل" المستوحاة من النوبة والعمارة القديمة لمصر، ثم مزجها الذهب والفضة لإظهار تباينهما في تصميمات ظهرت بفيلمي "المصير" و"المهاجر" للمخرج يوسف شاهين. وفي العقد الأول من القرن 21، ابتكرت فهمي تصميمات سلطت الضوء على بعض شعرائها المفضلين مثل: جبران خليل جبران، وابن حزم، وصلاح جاهين.
بدأت فهمي قصة كفاحها صغيرة لتتبع شغفها بالتصميم، وتكرر جملتها "ربطت شعري للخلف، وارتديت ثيابي، وقضيت أيامي في ورشة مليئة بالرجال، يتعلمون حيل صناعة المجوهرات". ولم تكن تملك ورشة كبيرة بمقدار نوعية تصميماتها حتى عام 2003، عندما اضطرت لتوسعة ورشتها الصغيرة لاستيعاب العاملين.
ورغم شغفها بإظهار جمال البدو والصحراء العربية، والنقوش الفرعونية، ومجموعاتها التي تصفها بالفكرية المستلهمة من عشقها للخط العربي، وصلت فهمي وابنتاها أمينة وفاطمة بتصميماتهن للعالمية عندما ارتدتها جوليا روبرتس، ونعومي واتس، وكيري واشنطن، في حفلات توزيع الجوائز الكبرى.
ريم عكرا لأرقى الملابس
ريم عكرا مصممة عالمية مشهورة بمجموعاتها المذهلة في الملابس الجاهزة وفساتين الزفاف. وتجمع بين التقاليد والجمالية الحديثة، وتقود الطريق من خلال إعادة تشكيل خطوط الموضة باستمرار.
بدأت المصممة اللبنانية أول أعمالها في سن المراهقة، عندما صممت لوالدتها مفرشا لطاولة الطعام، وأدركت شغفها وحفزته بالدراسة في معاهد الأزياء بنيويورك وباريس، ثم انطلقت في عملها مصممة ناشئة لفساتين الزفاف، وأخرجت خطها الذي حمل اسم ريم عكرا نيويورك عام 1997.
توسعت عكرا واتجهت إلى الملابس الجاهزة عام 2001 بنجاح، على غرار نظيرتها في فساتين الزفاف، وتميزت المجموعة بقطع مصنوعة بعناية مع زخرفة وتطريز لا تشوبه شائبة وتفاصيل نسيجية متعددة الطبقات. وقد اشتهرت بقدرتها على جعل المرأة تبدو واثقة من نفسها ومميزة، وارتدى تصاميمها مشاهير مثل: أنجلينا جولي، وتايلور سويفت، وجينيفر لوبيز. كما ارتدت بيونسيه، وسيلينا غوميز، تصاميمها الجذابة لأهم الحفلات، وعلى السجادة الحمراء مثل حفل توزيع جوائز الأوسكار وغرامي وغولدن غلوب، كما وصلت تصميماتها لزوجات رؤساء الدول والملوك.
تضم قائمة "فوربس" الطويلة أيضا سيدات أسسن علامات تجارية تكنولوجية بالشرق الأوسط ونجحن في جمع ملايين الدولارات، مثل المصرية عبير السيسي التي زادت المبيعات على منصتها "إيلفز" (Elves) خلال الجائحة الحالية. كما ضمت القائمة مصممة المجوهرات الليبية جود بن حليم، والتي شقت طريقها مؤخرا، وأثبتت براعتها خلال سبع سنوات فقط، والمطربة الإماراتية أحلام، ومصممة الأزياء اللبنانية إنجي شلهوب، والفلسطينيتين منى عطية ولينا أبي خليل في مجال التسويق الإلكتروني.