قالت تركيا إنه يجب على قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الانسحاب من مدينتي سرت والجفرة للبدء في المفاوضات السياسية، في ظل تعزيزات عسكرية هناك من قبل كل من الجيش الليبي وحفتر، في الوقت الذي تتبادل فيه مصر وتركيا وجهات النظر بشأن ترسيم الحدود البحرية مع ليبيا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تصريحات صحفية، إن تركيا تحاول إجبار قوات حفتر على الانسحاب من المدينتين، مشيرا إلى أنه إذا لم يتم ذلك فإن العملية العسكرية التي يجري التحضير لها لهذا الهدف قادمة لا محالة.
وأوضح أن تركيا ترغب في الحل السياسي بليبيا، وتريد وقف إطلاق النار هناك ليتم بعدها الحديث والتخطيط للحل السياسي، كما أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحثا هاتفيا التطورات في ليبيا وقضايا إقليمية أخرى.
تعزيزات عسكرية
وكان الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الوطني قد أعلن أمس الأحد، أنه سيعزز منظومته الدفاعية استعدادا لمعركة محتملة في مدينة سرت، وسيشكل قوة مشتركة لتأمين المنطقة الغربية عقب طرد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر منها.
وقال آمر غرفة عمليات سرت والجفرة، التابعة لحكومة الوفاق، العميد إبراهيم بيت المال إن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج وقادة عسكريين اتفقوا خلال اجتماع عُقد السبت في طرابلس على زيادة الدعم الفني لمحاور القتال غرب سرت، وتحسين المنظومة الدفاعية بشكل أكبر وأوسع.
وأضاف بيت المال -على صفحة غرفة عمليات سرت والجفرة بموقع فيسبوك- أن ذلك جاء بعد رصد تعزيزات لقوات حفتر في المنطقة الواقعة بين سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) والجفرة.
وكانت قوات الوفاق -عقب سيطرتها على ضواحي طرابلس الجنوبية ومدينة ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق العاصمة) مطلع يونيو/حزيران الماضي- بدأت التوجه نحو مدينة سرت، بيد أن خطوط المواجهة لم تتغير منذ ذلك الوقت.
وفي حين يؤكد مسؤولون ليبيون تصميم حكومة الوفاق على استعادة سرت وقاعدة الجفرة، تحاول قوى دولية تجنب تصعيد عسكري جديد في ليبيا، في الوقت الذي تسعى فيه دول داعمة لحفتر لثني الحكومة الليبية المعترف بها دوليا عن التقدم شرقا، بعد وصول قواتها إلى ضواحي سرت.
وفي وقت سابق، نشرت غرفة عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق الوطني صورا قالت إنها متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي عن حشود لقوات حفتر بعربات مسلحة ومنظومتي دفاع جوي من نوع "بانتسير" روسية الصنع.
وأضافت عملية "بركان الغضب" -على صفحتها في فيسبوك- أن هذه التعزيزات العسكرية لقوات حفتر متجهة إلى مدينة سرت، التي تسيطر عليها قوات حفتر المدعومة بمرتزقة شركة "فاغنر" الروسية، والجنجويد وسوريين.
تفاهم مع مصر
وكشف وزير الخارجية التركي أن بلاده تتبادل وجهات النظر -على مستوى الخبراء- مع مصر بشأن مذكرة التفاهم لترسيم الحدود البحرية مع ليبيا.
كما أوضح أن تركيا ستبدأ عمليات المسح الزلزالي والتنقيب عن الموارد الطبيعية في جزء من شرق البحر المتوسط، ضمن اتفاقية وقعتها أنقرة وحكومة الوفاق في نوفمبر/تشرين الثاني.
وأبدى استعداد تركيا للعمل مع شركات من دول أخرى مثل إيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا.