أكد موقع بلومبيرغ أن محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحل الصراع بشأن سد النهضة فشلت، في حين تواصلت مفاوضات في الخرطوم في يومها التاسع، وسط تأكيدات سودانية بتقدم في الجوانب الفنية، وإصرار مصري على أنه ليس من حق إثيوبيا ملء السد دون اتفاق.
وقال الموقع الأميركي إن النزاع بشأن سد النهضة يمر بلحظة حرجة، وكشف أن محاولة ترامب فشلت في تحقيق اختراق لحل نزاع قائم منذ فترة طويلة بشأن السد.
وأضاف الموقع أن ترامب وافق في سبتمبر/أيلول الماضي على طلب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للتوسط في النزاع مع إثيوبيا بشأن سد النهضة.
وبحسب بلومبيرغ، فإن مديح ترامب للرئيس المصري علنا بأنه دكتاتوره المفضل بعث إشارة إلى القادة الأفارقة بأن الولايات المتحدة لن تكون وسيطا نزيها.
وذكر الموقع كيف أن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا تحدث باستخفاف عن تدخل ترامب في أزمة سد النهضة.
ووفقا للموقع، فإن رامافوزا قال إن الرئيس الأميركي قد يكون بحاجة إلى زيارة أفريقيا للاطلاع على الأمور بشكل شخصي، لكنه لن يفعل لأنها حفرة من القذارة، في إشارة إلى حديث مسرب سابق للرئيس ترامب وصف فيه أفريقيا بالقذرة.
وبحسب بلومبيرغ، فإن رئيس جنوب أفريقيا وجه انتقادا لاذعا للرئيس السيسي بالقول إنه بدلا من حل الأزمة داخل الاتحاد الأفريقي، فإنه سرعان ما ذهب راكضا إلى سيده، وذلك على خلفية طلب الرئيس المصري وساطة الرئيس ترامب لحل أزمة سد النهضة.
وأشار الموقع إلى أن خوسيلا ديكو المتحدثة باسم رامافوزا نفت علمها بتلك التصريحات.
وفي الأثناء تتواصل مفاوضات سد النهضة برعاية الاتحاد الأفريقي لليوم التاسع، وذلك بعقد جلسات ثنائية بين المراقبين وممثلي كل دولة على حدة عشية عقد الجلسة الختامية التي تجمع الوفود الثلاثة والمراقبين.
وقال المتحدث باسم وزارة الري المصرية محمد السباعي إنه ليس من حق إثيوبيا البدء في تعبئة سد النهضة دون اتفاق ملزم.
في المقابل أكدت وزارة الري السودانية وجود تقدم في بعض القضايا الفنية، وقال وزير الري السوداني إن بلاده دعمت فكرة إنشاء سد النهضة لأنه يتيح للسودان زيادة إنتاج الكهرباء ويسهم في تنظيم المياه.
وتحتضن العاصمة السودانية الخرطوم مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان برعاية الاتحاد الأفريقي ومشاركة مراقبين دوليين، دون تحقيق أي توافق حتى الآن.
وانقضى اليوم الثامن من المفاوضات دون التوصل إلى توافقات على النقاط الخلافية، في حين رفضت القاهرة مقترحا من أديس أبابا بتأجيل بت الخلافات لما بعد توقيع الاتفاق، ومن المقرر أن يعقد الأحد اجتماع على متسوى الوزراء.
يذكر أنه تم برعاية الاتحاد الأفريقي استئناف الاجتماعات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان يوم الجمعة قبل الماضي، عبر تقنية الفيديو، لبحث التوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد.
وتتمسك إثيوبيا بملء وتشغيل السد في يوليو/تموز الجاري، في وقت ترفض فيه مصر والسودان إقدام أديس أبابا على هذه الخطوة قبل التوصل إلى اتفاق.