حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، الأربعاء، من أنه في حال ضمت إسرائيل أراضٍ من الضفة الغربية المحتلة "فستنزلق المنطقة إلى الفوضى"، داعيا إلى "التراجع عن حافة الخطر".
جاء ذلك بجلسة لمجلس الأمن الدولي، عبر دائرة تلفزيونية حول الوضع بالشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، بمشاركة أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وأمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، بجانب ميلادينوف.
وقال ميلادينوف، في إفادة لأعضاء المجلس، إن "استمرار تهديدات إسرائيل بضم مناطق من الضفة الغربية المحتلة، والذي قد يبدأ خلال أيام أو أسابيع، سيدفع بهذا الصراع الطويل الأمد إلى منعطف خطير وسيغير بشكل لا رجعة فيه طبيعة العلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية، ويخاطر بأكثر من ربع قرن من الجهود الدولية لدعم إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.. وتنزلق المنطقة إلى الفوضى".
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أكثر من تصريح، أن حكومته تعتزم الشروع بتنفيذ خطة "الضم" في أول يوليو/تموز المقبل، وأنه يريد "ضم" نصف المنطقة "ج".
وتشكل المنطقة "ج" 61 بالمئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة، وتخضع حاليا لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، وفق اتفاقية أوسلو الثانية عام 1995. ويُجمع الفلسطينيون على رفض مخطط "الضم" الإسرائيلي.
وأضاف ميلادينوف أنه سيكون لهذه لخطوة الضم "آثار خطيرة من حيث القانون الدولي وحل الدولتين واحتمالات إحلال سلام مستدام متفاوض عليه".
وتابع: "نحن أبعد من أي وقت مضى عن تحقيق السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.. ومع تقويض آفاق حل الدولتين المتفاوض عليه، يلوح شبح الغضب والتطرف وينمو العنف، وسيؤدي ضم مناطق من الضفة الغربية من جانب واحد إلى بعث رسالة واحدة مفادها: لا يمكن للمفاوضات الثنائية أن تحقق السلام العادل".
واستطرد: "كلنا نؤمن بالحق المشروع للفلسطينيين والإسرائيليين في تقرير المصير، ولهذا السبب أطلب منكم جميعا الانضمام إلى الأمين العام (غوتيريش) في دعوته إلى العودة الفورية، ودون شروط مسبقة، إلى اللجنة الرباعية، ففقط من خلال العمل معًا يمكننا استعادة الحوار الإسرائيلي الفلسطيني الهادف".
وتضم اللجنة الرباعية للسلام بالشرق الأوسط كلا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا.
كما حذر ميلادينوف من تداعيات "فقدان السلطة الفلسطينية لنحو 80% من إيراداتها الشهرية، بعد التوقف عن قبول عائدات المقاصة (رسوم) التي تجمعها إسرائيل، إضافة إلى عدم اليقين الاقتصادي الناجم عن تفشي فيروس كورونا".
وتطرق إلى قطاع غزة، الذي يقطنه أكثر من مليوني فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ صيف 2006، حين فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية.
وقال ميلادينوف إن "الفلسطينيين في غزة، الذين عاشوا في ظل إغلاق القطاع تحت سيطرة حماس لأكثر من عقد، هم عرضة الآن للخطر بشكل خاص، ويجب أن لا تتأخر المساعدات الإنسانية".
واعتبر أنه "مازال هناك وقت لتجنب الفوضى.. ومن المهم اتخاذ إجراءات تمكن الأطراف من التراجع عن حافة الخطر، وأن يكون الهدف هو إعادة الانخراط بشكل عاجل في حوار يوقف الخطوات الأحادية، ويجنبنا الإنزلاق إلى الفوضى".