[ إثيوبيا تعتبر السد مشروعا ضروريا لتحقيق التنمية وتوليد الطاقة الكهربائية (رويترز) ]
أخفقت الأطراف المتفاوضة بشأن سد النهضة في التوصل إلى اتفاق نهائي، وبينما حمّلت مصر إثيوبيا أسباب استمرار الخلاف دعت أميركا الدول المعنية للتوصل إلى تسوية عادلة.
ومن دون التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الخلافية انتهت الأربعاء جلسات تفاوض عبر الفيديو بين إثيوبيا والسودان ومصر بشأن سد النهضة الذي تقيمه أديس أبابا على النيل الأزرق.
وقال وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس إن هناك خلافات بشأن التشغيل المستمر لسد النهضة وتفاصيل العمل المشترك بين الدول الثلاث بشأن مدى إلزامية الاتفاقية.
وأضاف عباس أن الخلافات تتركز حول آلية فض النزاعات، وفيما إذا كان الاتفاق يتعلق بسد النهضة في ذاته أم يشمل اقتسام المياه.
وقال إنه تم التوافق على المسائل الفنية بنسبة قاربت 59% في المفاوضات المتعلقة بسد النهضة.
التعنت.. تهمة متبادلة
من جانبه، قال وزير الموارد المائية والري في مصر محمد عبد العاطي إن مفاوضات سد النهضة التي أجريت على مدار الفترة الماضية لم تحقق تقدما يذكر بسبب "التعنت" الإثيوبي.
واتهم الوزير المصري إثيوبيا بالتعنت في الجانبين الفني والقانوني، حيث "رفضت خلال مناقشة الجوانب القانونية أن تقوم الدول الثلاث بإبرام اتفاقية ملزمة وفق القانوني الدولي، وتمسكت بالتوصل إلى مجرد قواعد إرشادية يمكن لإثيوبيا تعديلها بشكل منفرد".
وذكر وزير الري المصري أنه رغم طول أمد المفاوضات على مدى ما يقارب عقدا كاملا فإن "مصر انخرطت في جولة المفاوضات الأخيرة التي دعا إليها السودان الشقيق بحسن نية، سعيا منها لاستنفاد واستكشاف كافة السبل المتاحة للتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن حول سد النهضة".
وفي وقت سابق، اتهم وزير الخارجية الإثيوبي غيدو أندارغاشو مصر بعرقلة المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة، معتبرا أن العناد المصري أصبح العقبة في المفاوضات، مطالبا المجتمع الدولي بالاعتراف بهذه الحقيقة والضغط على القاهرة.
وأضاف أندارغاشو أن مصر تتعامل بأسلوبين، حيث تشارك في المفاوضات وتلجأ إلى مجلس الأمن الدولي في الوقت نفسه.
أميركا على الخط
في هذه الأثناء، دعا مجلس الأمن القومي الأميركي الحكومة الإثيوبية للتوصل إلى تسوية عادلة بشأن سد النهضة.
وذكر المجلس في تغريدة أن 275 مليون شخص في شرق القارة الأفريقية يعولون على إثيوبيا لإظهار قيادة قوية، مما يعني إبرام صفقة عادلة.
وأضاف أنه تم حل المشاكل الفنية المتعلقة بالسد، وحان الوقت للتوصل إلى اتفاق قبل بدء عملية ملء السد بمياه نهر النيل.
وفي سياق متصل، قالت وكالة الأنباء الإثيوبية إن محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس السيادي وصل إلى أديس أبابا في زيارة مفاجئة، حيث كان في استقباله كبار المسؤولين.
ولفتت إلى أن حميدتي سيجري خلال زيارته -التي لم تحدد مدتها- "مباحثات مع كبار المسؤولين الإثيوبيين بشأن قضايا مهمة بين البلدين"، دون تفاصيل أكثر.
وذكرت تقارير إعلامية أن حميدتي سيبحث مع المسؤولين في أديس أبابا القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الحدود وسد النهضة الإثيوبي.
يذكر أن سد النهضة تحول إلى مصدر توتر بين دول حوض نهر النيل، حيث تعتبر أديس أبابا أن السد حاجة ضرورية بالنسبة إليها لتحقيق التنمية وتوليد الطاقة الكهربائية، في حين ترى مصر والسودان أنه تهديد لمواردهما المائية.