[ رسم تخيلي للسلطان محمد الفاتح أثناء فتح القسطنطينية ]
أثارت دار الإفتاء المصرية غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عندما وصفت الفتح الإسلامي لمدينة القسطنطينية (إسطنبول) بالاحتلال العثماني.
وقال المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء في بيان نشره على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك "إن العثمانيين احتلوا إسطنبول عام 1453، وحولوا كنيسة أيا صوفيا إلى مسجد، بعد 916 سنة من اعتمادها كنيسة، وعام 1934، تحولت إلى متحف بموجب مرسوم صدر في ظل الجمهورية التركية الحديثة".
وهاجم البيان رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إعادة أيا صوفيا إلى مسجد، مؤكدة أنه (أي أردوغان) يستخدم حاليا ورقة المساجد لكسب مؤيدين له من "المتشددين" في الانتخابات.
وأثارت تصريحات دار الإفتاء المصرية ردود فعل ساخطة في مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقد مغردون تحولها إلى أداة في أيدي السلطات لتشويه الحقائق ومهاجمة الدولة العثمانية والفتوح الإسلامية بسبب الخلاف السياسي الحالي بين القاهرة وأنقرة.
وبعد ساعات اضطرت دار الإفتاء لكتابة منشور جديد تراجعت فيه عن وصف فتح القسطنطينية بالاحتلال، لكنها ظلت على حالها في التدخل بالسياسة لمسايرة السلطة المصرية في انتقاد تركيا ورئيسها.
من جانبه، رد الشيخ محمد الصغير وكيل اللجنة الدينية بالبرلمان ومستشار وزير الأوقاف السابق على بيان دار الإفتاء قائلًا "المغالطة الكبرى في هذا البيان يتمثل في وصفه فتح القسطنطينية بالاحتلال، وهذه مغالطة قبيحة وفجة لحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي بشر بفتح القسطنطينية في أكثر من حديث، منها قوله عليه السلام: أول جيش يغزو مدينة هرقل (أي القسطنطينية) مغفورٌ له".
وأشار الشيخ في تغريدة على حسابه بموقع تويتر إلى ما ورد في مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم- نكتب، إذ سأله بعضهم: أي المدينتين تفتح أولًا قسطنطينية أو رومية (روما الإيطالية بلغة العصر) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة هرقل تفتح أولًا.
واستطرد د. الصغير "مرصد الفتوى في مصر مهتم بالجانب التركي، حتى فيما لا يخص الفتوى ولا العلم، فتحدث سابقًا عن مسلسل تركي وأحداث فنية تركية، إلا أن البيان الجديد أشبه بالتقارير الأمنية".
ومن ناحية أخرى تساءل مغردون إذا كانت دار الإفتاء تعتبر فتح القسطنطينية احتلالا، فهل ستخرج قريبا لتعلن أن فتح مكة ومصر والشام والعراق كان احتلال عربيا.
بينما علق آخرون بلهجة ساخرة قائلين "لم يتبق سوى الاعتذار لكفار قريش عن هدم المعالم الأثرية (الأصنام) حول الكعبة، يوم احتلال (فتح) مكة".