قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن قبيلة الحويطات السعودية احتجت على مشروع مدينة "نيوم"، الذي يشكل جزءا حيويا من الرؤية الاقتصادية لولي العهد محمد بن سلمان.
ونقلت عن نشطاء تعرضَ عدد من أفراد القبيلة للاعتقال بسبب شعاراتهم المناهضة للترحيل، ورفضهم التوقيع على أوراق لنقلهم إلى مكان آخر.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن العديد من رجال القبيلة رفضوا ما وصفوها بعروض تعويضات غامضة.
وأضافت الوكالة أن هذا الأمر يظهر مقاومة داخلية نادرة للسلطات السعودية، كما نقلت عن مصدر سعودي مطلع أنه بالنظر للمبالغ المطلوبة لمشروع نيوم؛ لا يمكن إلا أن تتأخر جوانب عدة من المشروع.
ولطالما تساءل خبراء اقتصاديون عن جدوى المشروع في عصر أسعار النفط المتدنية.
ومثّل مقتل عبد الرحيم الحويطي في 13 أبريل/نيسان الماضي برصاص قوات الأمن إثر رفضه الترحيل من منزله؛ علامة فارقة على التوتر الحاصل بين قبيلة الحويطات وسلطات الرياض وخططها لإقامة مشروع نيوم.
وقبل مقتله، نشر عبد الرحيم الحويطي سلسلة فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي انتقد فيها إجبار قبيلته على الرحيل من الأرض التي عاشوا فيها لأجيال في موقع المشروع في محافظة تبوك، واصفا إياه "بإرهاب دولة"، كما أكد الحويطي أن معارضته قد تؤدي إلى قتله.
وأعلن الأمن السعودي مقتل "المطلوب للعدالة" في تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن، مشيرا إلى العثور على عدد من الأسلحة في منزله.
وقالت "نيوم" إنه سيتوجب على عشرين ألف شخص الرحيل والانتقال إلى مكان آخر من أجل إفساح المجال لأعمال البناء، ويفترض استكمال أول جزء من المدينة بحلول 2023.
خطى متعثرة
وقبل يومين، أكدت صور حصلت عليها الجزيرة أن مشروع نيوم يسير بخطى متعثرة باستثناء القصور الملكية الضخمة التي شيدت على مساحة مليونين و350 ألف متر مربع، وفي محيطها 24 مبنى للحراس والعمال، وبنيت على النمط الإسلامي والطراز المغربي، وتربط بينها أنفاق تحت الأرض، كما توجد فيها عشرة مهابط لطائرات مروحية.
وتبلغ تكلفة مشروع نيوم -الذي يمتد على مساحة 26.500 كيلومترا مربعا -حسب السلطات السعودية- خمسمئة مليار دولار.
وقامت السعودية بإنشاء هيئة خاصة للإشراف على المشروع برئاسة ولي العهد السعودي، وأنشأت الرياض والقاهرة صندوقا مشتركا بقيمة عشرة مليارات دولار، لتطوير أرض مساحتها تزيد على ألف كيلومتر مربع في جنوب سيناء في إطار المشروع.
وتؤكد مصادر سعودية أن نيوم سيضم سبع نقاط جذب بحرية سياحية، بالإضافة إلى خمسين منتجعا وأربع مدن صغيرة في مشروع سياحي منفصل بالبحر الأحمر، في حين ستركز مصر على تطوير منتجعي شرم الشيخ والغردقة.
ويتوقع أن تنتهي المرحلة الأولى للمشروع في 2025، في حين سيتم إتمام كل مراحله خلال فترة تتراوح بين 30 و50 عاما.