قال أندرو أندرسون المدير التنفيذي لمؤسسة "فرونت لاين ديفندرز" إن صفة "مدافع عن حقوق الإنسان" لا تُمنح للأشخاص بحسب مكان عملهم، فبحسب تعريف الأمم المتحدة للمدافعين عن حقوق الإنسان فإنه يمنح لأي شخص أو ومجوعة تعمل في الدفاع عن حقوق الإنسان وحمايتها، والمبدأ الأساسي هو دعم أي شخص يعمل لضمان حقوق الإنسان.
وأضاف في تصريحات للجزيرة على برنامج "بلا حدود" أن بعض الحكومات تعترض على كون المدافعين عن حقوق الإنسان ينتمون للمعارضة، على الرغم من أن أغلب الحكومات صادقت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1988.
وحول قضية المعارض البحريني نبيل رجب، قال أندرسون إن رجب يعتبر مناصرا عالميا لحقوق الإنسان ويعمل مع العديد من المنظمات الحقوقية حول العالم، كما أنه خبير لدى الأمم المتحدة وله باع في العمل الحقوقي، والأسباب التي أدت لاعتقاله غير مقنعة ولا توجب الاعتقال، لكن النظام البحريني له سجل سيئ في مجال حقوق الإنسان.
وأضاف أن الحكومة البحرينية تعذب المعتقلين، وقد قمعت المتظاهرين وسجنت المئات منهم، كما أنها رفضت الحديث إلى المعارضة بل إنها حلت الأحزاب المعارضة، وأغلقت كل المنابر التي كانت تتحدث منها، ولا يمكن أن تُحَلّ الأمور في البحرين إلا بالحوار وإطلاق سراح جميع المعارضين.
السعودية والحقوق
وحول أوضاع حقوق الإنسان في السعودية، أكد أندرسون أن هناك العديد من النساء محتجزات في السعودية منذ أكثر من سنتين وسط محاكمات غير عادلة، بالإضافة إلى التقارير التي تتحدث عن التعذيب الذي تعرضت له النساء وعلى وجه الخصوص الناشطة لجين الهذلول، "وما نعرفه حتى الآن أنها لم تنل محاكمة عادلة".
وحول التهم الموجهة إلى لجين، قال إن ما تقوم به الحكومة السعودية لا مصداقية له ولا يوجد أساس شرعي للتهم الموجهة إلى لجين، ولا يمكن للسعودية وضعها في السجن لأنها تقدّمت للحصول على وظيفة في الأمم المتحدة، لأن العمل حق مكفول لأي شخص في العالم.
وتابع حديثه بأن على السعودية اعتماد مقاربة مختلفة، خصوصا أن القيادة في البلد تتحدث عن وضع جديد وانفتاح، "لكننا لا نصدق هذا الكلام عندما نرى تعامل السعودية مع حقوق الإنسان، خصوصا مع النساء".
وحول الحملات التي تقوم بها الأجهزة التابعة للحكومة السعودية على منصات التواصل الاجتماعي ضد الناشطين، سخر أندرسون من هذه الحملات وقال إن "السعودية تتعامل بطريقة تدعو للسخرية".
أكثر دكتاتورية
وعن واقع حقوق الإنسان في الإمارات، قال أندرسون إن شعار التسامح الذي ترفعه حكومة الإمارات لا يمتُّ للواقع بصلة، حيث اعتقلت الإمارات المحامي محمد ركن ومنعته من أبسط حقوقه في الحصول على محام أو الدفاع عن نفسه، وأخضعته لمحاكمة زائفة، كما هو الوضع بالنسبة للناشط أحمد منصور، وأي شخص ينتقد الحكومة يوضع في السجن، "نحن نتحدث عن إحدى أكثر الحكومات دكتاتورية في العالم".
وتابع أن المجتمع الدولي يغضّ الطرف عما يحدث داخل الإمارات، بالإضافة إلى غضه الطرف عن مشاركتها في حرب اليمن، لأن الغرب والولايات المتحدة يهتمان بالنفط والمال أكثر من اهتمامهما بحقوق الإنسان، وهذا من التحديات التي تواجه المدافعين عن حقوق الإنسان.
وفي ختام حديثه، دعا أندرسون كل الحكومات في العالم إلى إطلاق أكبر عدد من المساجين بسبب تفشي وباء كورونا، مع التوقعات بارتفاع نسب الإصابة به بين المساجين في المعتقلات بسبب الاكتظاظ داخل السجون.