في زمن العزوف عن القراءة والانشغال بوسائل التواصل ليس غريبا أن تجد من يهنئك بذكرى ثورة أكتوبر وفي نفس الوقت يشيد بتجربة اتحاد الجنوب العربي صنيعة المستعمر!!
وفي نفس الوقت تجد من يريد التأكيد على وحدة الوطن اليمني فيقول إن أكتوبر نتاج لسبتمبر وفرع منها وكفى !!
ثورة أكتوبر هي تتويج لمرحلة من النضال السلمي سبقت الكفاح المسلح وشاركت فيها مكونات وأحزاب وحركات نقابية ليس على سبيل الحصر الجمعية الإسلامية وحزب رابطة الجنوب العربي والحركة العمالية والتنظيمات السرية للأحزاب القومية، كما أنها إمتداد لثورات وانتفاضات قام بها سلاطين ومشائخ وشخصيات اجتماعية سقط جراءها مئات الشهداء طوال فترة الاحتلال البريطاني البغيض ..
كذلك أكتوبر تؤكد على مسألة تاريخية أبعد وهي أن بلادنا مطمع لكثير من القوى الغازية في القرون القريبة الماضية كالبرتغاليين والهولنديين إضافة للانجليز، ولقد سطر الشعب اليمني ملاحم في التصدي لهذه الغزوات سواء في الشحر أو المخا أو عدن ..
الناظر لحال الجنوب خلال أربعمائة سنة مضت يجد أن الفرقة والتمزق وتعدد الكيانات جعل من الحال المتردية اصلا تتكرس سواء في المجال العلمي أو الخدمي أو الاقتصادي، فجاء أكتوبر كتتويج لنضال عدد من رواد الفكر نحو بناء وطن متحضر مزدهر ولنا في المدرسة الحضرمية في عشرينيات القرن العشرين مثال إضافة لجهود رواد الفكر في عدن وغيرها ..
أتمنى أن تنصف أكتوبر وتوضع في مكانها الصحيح كتتويج لنضالات اليمنيين ضد المستعمر وضد الأوضاع المتردية وليس حصرها في حركة وتنظيم بعينه أو شخصيات ورموز بمفردهم دون استحضار للقضية الجمعية ...