بإمكان فتحي بلزرق أن يُشْفى من أمراض كثيرة إلا من لوثة صالح ونظامه الساكنة في أعماقه.
هو على إستعداد أن يدين البلاد كلها ، إلا النظام الساقط الذي راكم القنابل داخلها ثلاثة عقود ، وختمها بكسر أضلاعها ورميها للذئاب.
أدان الشمال والجنوب ، والضحايا والناس العاديين الذين لم يتولوا يوما مسؤلية عامة ، بينما " صاحبه " بقي عنده منزها عن أي مسؤولية ، وكأنه كان رعويا في وادٍ قصي لا علاقة له بشيء ، لا رئيسا لعب باليمن أكثر من ثلاثين عام.
هذا الحال سيّء ، لكنه نتاج لفشل نظام صالح أثناء حكمه ، ونتاج لإنتقامه من البلاد كلها بعد أن أجبرهُ اليمنيون في ثورة 2011 على الخروج من الرئاسة.
هذا الحال هو الأسوء في تاريخ اليمن ، لكن صانعه الأول هو صالح ونظامه ، وليس عموم الناس المجردين من السلطة والمال والنفوذ وأدوات القوة الذين خرجوا ضده قبل عشر سنوات.
هذا الحال سيّء ، لكن فحيح الأفاعي من الإنتهازيين الرخاص الذين يتباكون على فردوسهم المفقود لا يعنينا ، ولن يفلح في تضليلنا مرة أخرى كي نبكي على نظام دمر كل شيء في اليمن وختمها بأن أنتقم منها شر انتقام.
هذا الركام الطافي على السطح هو الوجه الآخر لنظام صالح ، وليس حكم إدانة على من ثاروا ضده .
البلاد كلها في جحر الحمار الداخلي نعم ، لكنها لن تندم على من أوصلها إليه، هذه التكلفة المهولة التي دفعها اليمنيون من دمهم وحياتهم ومقدراتهم ، ينبغي أن تكون ثمن الإنتقال إلى المستقبل ، لا تذكرة عودة إلى الماضي.