في سبع حلقات من شاهد على العصر مع محسن العيني، لم أسمع إساءة أو تقليلًا من شأن شخص واحد من رفقائه في مشوار بناء الدولة. في حين ظهر أربعة أخماس القادة الجنوبيين خونة وعملاء في ثلاث حلقات فقط من الذاكرة السياسية مع العطاس.
في نهاية الحلقات السبع اعتبر العيني نفسه، بعد كل مافعل، فاشلًا، وأحد أبناء جيل أسماه "جيل الخيبة". العطاس قدم نفسه، من البداية، كـ "مُخلِّص" لم يؤخذ برأيه.
عندما دخل العيني بين مئات العسكريين والضباط يقنعهم بالمصالحة مع من قامت ضدهم الثورة، الملكيين، لم تطلق في الاجتماع رصاصة واحدة. في المقابل، اقتتل الرفاق عام 86م، بنوايا مبيتة، في اجتماع المكتب السياسي.. من نجا من المجزرة، قتل برصاصة قيل إنها طائشة.
سلم الإرياني السلطة دون قطرة دم واحدة، وعلى الجانب الآخر، سمعنا العطاس يقول إن البيض أرسل من يقتل رفيقه فتاح، غدرًا، حتى لا يسبقه إلى الحكم.
لا يمكن أن نستند على لقاءات العطاس كمرجع حصري لما جرى في تلك المرحلة، غير أنه، من خلال ماقال حتى الآن، قدم صورة تاريخية عن الخلافات الشخصية، والمناطقية، التي امتدت آثارها حتى اليوم. العيني كان مختلفًا؛ حكى لنا عن التفاف المجموع حول قضايا المصير.
يحتفظ التاريخ بلاشك بظروفه، ألغازه، سلبياته وإيجابيته. لكن السؤال الذي فرض نفسه بعد كل هذا: هل المسافة بين العيني "الفاشل"، والعطاس "المخلص"، هي نفسها المسافة بين نخبتين، في الشمال والجنوب؟!