عادل الشجاع

عادل الشجاع

عضو اللجنة العامة في المؤتمر الشعبي العام عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل

كل الكتابات
لماذا تصطف أمريكا مع الإمارات في التخلص من الرئيس هادي؟
الجمعة, 06 أغسطس, 2021 - 08:31 مساءً

ارتفعت جدية التخوفات اليمنية على الشرعية بعد التحركات الأمريكية والبريطانية والإماراتية التي تريد نقل صلاحية الرئيس هادي إلى مجلس رئاسي ، الهدف منه ليس إصلاح الشرعية ، بل إسقاط ما تبقى من شرعية لليمنيين ، يتزامن ذلك مع قدوم المبعوث الأممي الجديد الذي ستكون مهمته إسقاط القرار 2216 , الذي قامت عليه الشرعية في مقابل انقلاب الحوثي على الدولة اليمنية ، وقد صرح بذلك في مناسبات عدة قبل أن يكون مبعوثا أمميا ، فهو يصطف مع عصابة الحوثي ويتعاطى مع توجهاتها .
 
أغلب اليمنيين لهم موقف من الرئيس هادي ويتهمونه بما يتهمه الامريكان والإماراتيون بعدم القدرة على إدارة الشرعية ، لكن ما يخطط له الأمريكان والإماراتيون ، يهدف إلى إزاحة الرئيس من منصبه وخلق جسم بديل ، يتمثل بمجلس رئاسي ، بمجرد ما تنتقل شرعية الرئيس إلى المجلس الرئاسي تسقط الشرعية الدستورية التي مازلت مبقية على اليمن في المحافل الدولية ، وتتوزع الشرعية بين أعضاء مجلس الرئاسة ، وبمجرد انسحاب أو خروج أحد الأعضاء تسقط شرعية مؤسسة الرئاسة ، مثلما سقطت شرعية الحكومة بمجرد طرد الانتقالي لها من عدن .
 
منذ أن دخلت الإمارات إلى اليمن تحت لواء تحالف دعم الشرعية وهي تعمل على إنشاء أجسام بديلة وقيادات جديدة تابعة لها وليس لليمنيين ، فهي تقدم نفسها على أنها ضد حزب الإصلاح ومع حزب المؤتمر ، لكنها تبنت قيادات مؤتمرية طيعة وسهلة القيادة ، ولم تدعم أحمد علي عبدالله صالح الذي يقيم في أبو ظبي رغما عن إرادته ، لأنه كما تقول المعلومات رفض العمل بالشروط الإماراتية ، لذلك لم تتقدم خطوة واحدة فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة عليه .
 
تريد الإمارات ترسيخ الفوضى في اليمن ، لكي تتمكن في خضم ذلك من زيادة تأثيرها إلى أقصى حد في التطورات السياسية في اليمن ، وبصورة غير مباشرة في المملكة العربية السعودية ، ففي الوقت الذي رحبت بتشكيل الحكومة علنا، التي ولدت من رحم اتفاق الرياض وبرعاية المملكة العربية السعودية ، أوعزت لحلفائها وأدواتها من المجلس الانتقالي الشريك الرئيسي في اتفاق الرياض ، لمنعها من العمل في العاصمة المؤقتة عدن .
 
تحاول الإمارات العمل على إزاحة الرئيس من خلال خيارين :
 
الخيار الأول من خلال الدفع برئيس البرلمان ، لكنها تجد عائقا أمام هذه الخطوة ، تتمثل بوجود النائب الذي يحق له أن يحل دستوريا محل الرئيس ، لذلك هي تفضل الخيار الثاني المتمثل بالمجلس الرئاسي الذي انضمت إليه أمريكا وبريطانيا ، وإذا تعذر هذا الخيار فإنها ستلجأ إلى الخيار الأول حتى لو ألجأها ذلك إلى التخلص من الرئيس والنائب بطريقة ما .
 
هناك تقارب أمريكي إماراتي في الأونة الأخيرة ، بعد أن كانت الإدارة الأمريكية في عهد ترامب تقف على مسافة واحدة من محمد بن زايد ومحمد بن سلمان ، لكن بعد أن أقدم بن زايد على التطبيع مع إسرائيل ، حرفت الإدارة الأمريكية الجديدة اهتمامها عن السعودية واقتربت أكثر من أبو ظبي .
 
وبسبب من ذلك وأسباب أخرى منها ، بعد أن فرضت نفسها في اليمن وأصبح لديها مليشيات قادرة على إحداث الفوضى ، تجرأت على الشرعية السياسية اليمنية وعلى السعودية وبدأت في مواجهة السعودية في عدة ملفات ، منها إنتاج النفط إلى الحسابات الجيو سياسية الأوسع ، فلن يقبل محمد بن زايد بأقل من التفوق على محمد بن سلمان في نيل الحظوة لدى واشنطن ، فهو يرى بلده منافسا للسعودية وليس شريكا صغيرا .
 
وقد برر الإماراتيون مواقفهم أو اصطفافهم إلى جانب المجلس الانتقالي الانفصالي أن الرئيس هادي تنقصه الكفاءة وأنه يقبع في مجمعه في الرياض ، ويغفلون أنهم منعوه من العودة ومنعوا طائرته من الهبوط في مطار عدن بالقوة ، ولا يكتفون بخلافاتهم مع الرئيس بل تمتد إلى نائبه الذي يتهمونه بأنه يدعم الإسلاميين وتحديدا حزب الإصلاح .
 
بعد أن تمكنت الإمارات من انتزاع موطئ قدم استراتيجية في اليمن تريد تقويض الشرعية اليمنية وتقويض النفوذ السعودي في الفناء الخلفي ، أو كما يسميها رئيس البرلمان الذي انضم مؤخرا إلى الحلف الإماراتي بالحديقة الخلفية والذي تفيد تقارير إعلامية عن طموحه في خلافة هادي ، وقد أقنع الإماراتيين بأن تجاوز النائب سيكون سهلا باعتباره زعيما للإخوان في اليمن وسيتم التعامل معهم على الطريقة التونسية .
 
خلاصة القول إن اليمن قادمة على فوضى جديدة ربما تجعل اليمنيين على أول طريق الصوملة ، لأن الطريقة التي تجاري بها واشنطن أبو ظبي في استبدال الرئيس تهيء لتقويض الشرعية واستبدالها بالفوضى ، فلماذا لا تعطى الفرصة للشعب اليمني ليختار قياداته ، والخطورة كما قلنا لا تتمثل في استبدال الرئيس هادي فلربما هناك الكثيرون ممن يذهبون هذا المذهب ، بل تتمثل في الإصرار على تصفية الشرعية الدستورية ، والسؤال الذي يطرح نفسه : هل سيظل الرئيس متفرجا على ما تقوم به أمريكا وبريطانيا والإمارات ، أم أنه سيفاجئ الجميع بقرارات تفشل ما يخططون له ، مثلما فعل في مرات عديدة ؟
 

التعليقات