لا يسع أي إنسان متابع لما يحدث في اليمن منذ سبع سنوات إلا أن يضحك بملئ فيه وهو يستمع لبرقية التهنئة المرسلة من القيادة السعودية للرئيس هادي بمناسبة الذكرى ال 31 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية.
ذلك أن البرقية المرسلة ليست إلى صنعاء أو عدن أو حضرموت أو مأرب حيث يقيم الرئيس هادي، ولكنها مرسلة إلى احدى فنادق الرياض حيث يقيم هادي منذ سبع سنوات وممنوع من العودة الى اليمن من قبل السعودية.
نعم هذا هو الرئيس الذي هنأته بالوحدة، بينما من يقود حركة انفصال ضد الوحدة اعادته السعودية إلى عدن قبل أيام ليقود مظاهرة ضد الوحدة في ذكرى الوحدة.
فما كان عيدروس ليعود إلى عدن من دون الموافقة المسبقة من الرياض.
تهنئون بذكرى الوحدة والميزانية المعتمدة من قبلكم لمليشيات الانفصال العسكرية أكثر من ميزانية جيش الوحدة والرواتب كذلك، تهنئون بالوحدة وانتم تقطعون مرتبات الجيش الذي بإسم الوحدة لأكثر من عام ونصف، بينما تصرفون لمليشيات الإنفصال رواتبهم أولا بأول وأقصى تأخير يكون من ثلاثة إلى اربعة أشهر، نعم انتم من يدفع كل ذلك وبالريال السعودي، فعن أي وحدة تزعمون أنكم حريصين عليها، وعن أي شرعية تقولون انكم تدعمونها، إذا لم يكن هذا هو العهر السياسي فما هو إذاً؟ إذا لم يكن هذا هو الغدر والمكر والخيانة فلا معنى إذاً لهذا المسميات.
سبع سنوات وانتم تعبثون باليمن أرضاً وشعاباً، سبع سنوات والشعب اليمني يعاني الأمرين من سياستكم في اليمن يا من زعمتم انكم اتيتم لإنقاذه ومساعدته، سبع سنوات وكل سنة تمضي على الشعب اليمني هي أسوأ من التي قبلها.
ما رستم كل قبيح في اليمن وكل ما ليس له صلة بقيم العروبة وتعاليم الإسلام يا دولة (التوحيد)، ما رستم الذل والقهر والإهانة والتعالي في حق من التجأوا اليكم.
ومن وجهة نظري هم يستحقون كل ذلك فمن لم يكرم نفسه كرهاً يهان، رئيس لا يحس بشعبه ولا ببلده ولا يخجل من وضعه هو، فلا غِيره ولا حميّة ولم يعد له من مواصفات الرئيس إلا اللقب، وهو ما تحرصون على بقائه إلى حين، حتى تستكملوا أهادافكم باليمن عن طريق (شرعيته).
تريدون يمن ممزق وضعيف معتقدين أن ذلك لصالحكم.
أيها الاغبياء أنتم تقطعون أطرافكم وتحفرون قبركم بأيديكم، فأنتم هدف رئيسي للنظام العالمي الجديد مهما كنتم خداماً له.
أيها الحمقى عيونكم على حضرموت والمهرة وغيرها، ولكنكم ستلتفتون خلفكم ذات يوم (قريب) وقد لا تجدون الدمام والقطيف وغيرها من المدن في المنطقة الشرقية.
الطوفان قادم إليكم لا محالة ولا تعتقدون أنها مانعتكم حصونكم، هذا ليس تمني منا لكم، لكن كل المعطيات تشير الى ذلك وانتم من تعجلون بها وبسرعة مذهلة وبصورة عجيبة.
وعندها ستبحثون عن سند يسندكم في معركتكم وستكون أول التفاتة لكم ناحية اليمن، ولكنكم ستجدون أمامكم بلداً منهكاً انتم من انهكه وشعب يلملم جراحه أنتم من أوغر جراحه وأوغر صدور ابنائه.
خططوا كما تريدون في الغرف المغلقة، ولكن اعلموا أن الله يعلم ذلك وأن الله لا يصلح عمل المفسدين.
اليمن أيها الجاهلون ليست رئيس ضعيف تحجزونه في فنادقكم ولا مرتزق رخيص تمدونه بريالاتكم، اليمن ليست هذا الحزب أو ذاك ولا هذه الجماعة أو تلك.
اليمن أكثر من عشرة آلاف سنة حضارة، تمرض لكنها لا تموت وتتمزق ولكنها تلتئم من جديد.
اليمن قدر الله في هذه الارض فنفس الرحمن يأتي من قِبلها وبداية مراسيم الحشر العظيم تبدأ من أرضها، هذه هي اليمن يا أخوة يوسف، فهل لكم من توبة كما كانت لأخوة يوسف..!!