لا تبالغوا في استلطاف طارق عفاش والتوسل إليه للدخول في المعركة؛ لسنا في مهمة عاطفية لاستمالة رجل للمشاركة معنا في نزهة على الساحل، نحن أمام واجب ذاتي، معركة تاريخية عليه أن يثبت مصداقية توجهه فيها بنفسه.
إذا كان جادًا في التضحية، لن ينتظر لطفنا كي ينخرط في المعركة، ولن تؤثر فيه شكوكنا أو تدفعه للتراجع عن المشاركة، الأمر يتعلق بدوافعه وحساباته واستعداداته الذاتية، القرارات الكبرى النابعة من توجهنا لا تبنى على مواقف الأخرين ضدنا أو معنا.
إذا كان منحاز للجمهورية قولا وفعلا، سوف يتحرك وينجز تاريخه ويلجم جميع المتشككين به ويجبرهم على رفع قبعاتهم بل والإعتذار عن سوء ظنهم تجاهه، وإذا كان له حسابات أخرى، لن تجدي معه أحاديث الأخرين الودية عنه أو تدفعه للميدان.
الحقيقة أن الإمارات صممت طارق عفاش ليكون بمثابة القوة التي تحصد الثمرة دون المشاركة في التضحية، يريد أن يحتفظ بقوته دون استنزاف، سيترك الحرب تنهك الطرفين ثم يتقدم الرجل ليتسلم الرآية وقد باتت آمنة.
طارق عفاش يريد أن يشكل الصورة النهائية للانتصار، وحتى لو اضطر للمشاركة الآن، سيفعل ذلك، بشكل طفيف، دفعا للحرج، ثم يحتفظ بموقعه الخلفي ولن يتقدم الصفوف إلا في اللحظة النهاية للمعركة.
هو ليس حوثيًا بالطبع؛ لكنه جمهوري انتهازي، يفكر بمصالحه أكثر من تفكيره بواجباته إزاء الجمهورية التي يرددها ليل نهار.
من الجيد أن نتذكر أنه أداة نفوذ مستقبلية لقوة إقليمية، غير متحمسة كثيرا للحرب ضد الحوثي، بقدر حماستها للاحتفاظ بذراع شمالية لها، في أي تسوية قادمة، ذراع قوية، تحصد جزء من الكعكة، دون أن تكون قد ساهمت كثيرا في صناعتها.
ظل طارق يتعلل طويلا باتفاق استوكهولم، ويطلق تصريحاته النظرية ضد الحوثي ليل نهار_هذا جيد_لكنه لم يكن يتصور أنه سيواجه واقعا عسكريا محرجا يجعله مطالب بموقف عملي من الحوثي، ثم جاءت التحركات في تعز، وجعلته محاصر بين اثبات موقفه من الحوثي أو الاستمرار في وضع حياد. لا مخرج له سوى الدخول في المعركة، الحياد يؤكد بشكل حاسم أنه خارج الإجماع الوطني بل وقوة معادية للشعب.
الوقت يمر يافندم، أتمنى أن يخيب ظننا ويحمل الجمهورية على كتفه وسوف أعتذر له هنا عن كل شكوكي وأهتف بصوت عال، يحيا البطل.