قبل يوم السادس والعشرين من سبتمبر 1962م لم تكن الغالبية الساحقة من ابناء اليمن تعرف عن المشير عبد الله السلال اي شيء ولم تسمع به بإستثنا القريبين من السلطة ومن لهم علاقة بها بإعتباره قائدا للحرس الملكي ، او من الذين زاملوا السلال في سجن نافع بمدينة حجة وغيره من السجون، ولكن ما ان جاء صباح الخميس السادس والعشرين من سبتمبر 1962م حتى كانت اذاعة صنعاء ترسل عبر اثيرها اسم المشير عبد الله يحيى السلال الى كل انحاء اليمن والى العالم الخارجي بإعتباره قائداً لثورة 26 من سبتمبر واول رئيس للجمهورية الوليدة .
حمل السلال رأسه على كفيه صباح يوم الثورة وكان له الفضل الكبير بعد الله في انقاذها من الفشل بعد انطلاقتها بساعات ونفاذ الذخيرة على الثوار وامتناع قصر السلاح عن فتح ابوابه لتزويد الثوار بالذخائر حتى تدخل الزعيم السلال وانقذ الموقف في قصة يعرفها من تابع ويتابع تاريخ ثورة 26 سبتمبر الخالدة وقد تكلمنا عنها هنا في صفحتنا اكثر من مرة .
رحل الزعيم السلال عن عالمنا في منتصف عام 1994م وبعد 26 عام على رحيله لحق به نجله اللواء علي عبد الله السلال الذي ووري جثمانه الثرى هذا اليوم الجمعة الموافق 1 يناير 2021م في مقبرة الشيخ عبد الله الاحمر في العاصمة صنعاء .
اللواء علي عبد الله السلال من الضباط الاحرار لثورة سبتمبر ومن الذين دافعوا عنها منذ انطلاقتها . في صبيحة يوم الثورة كان من ضمن القوات التي تتبعت وقبضت على قادة بيت حميد الدين داخل العاصمة ،وفي اليوم الثاني للثورة كان من ضمن القوة التي خرجت من صنعاء لمطاردة البدر في اتجاه شبام كوكبان وفي اتجاه ثلا .
قال البعض للسلال من الذين كانوا حوله : خلي علي ابنك بجانبك ينافعك ولا داعي للخروج فقد يتعرض للخطر !! فاجابهم السلال بسخريته المعهودة : يا خُبرة انا قائد ثورة ما نش ( ولاد ) ينافعي ويعمل لي قهوة ! انا اشتيه ينفع اليمن مش ينفع ابوه . لا يصح ان نرسل ابناء الناس ونخبي جهالنا .
ثم عينه قائدا للحملة التي خرجت حتى لا يجامله احد. وحمله المسؤولية في اي اخفاق وقال له : قع ذيب يا علي وإلا با يقتحط رأسك مع راسي ورؤوس كثيرة بجانبها هذه ثورة شعب يا ولدي وعلى بركة الله . فانطلق الملازم علي السلال مع رفاقه الى المهمة التي كُلفوا بها .
وقبل ان تغيب شمس يوم الجمعة عاد علي السلال مع رفاقه ومعهم احد امراء بيت حميد الدين كان مختبئا في احدى القرى بضواحي صنعاء .
شارك في العديد من المعارك دفاعاً عن ثورة سبتمبر وجُرح اكثر من مرة . وداعاً ايها الثائر السبتمبري الحر . لقد ودعتك اليوم صنعاء وجبالها المحيطة بها فكل جبل له معك ذكريات. ودعتك مآذن صنعاء وبيوتها فقد كانت شاهدة على نضالك وبطولتك، ودعتك كل ارض يمنية قاتلت على ترابها دفاعاً عن الثورة . نحن عندما نودعك لا بإعتبارك ابن قائد ثورة 26 سبتمبر فحسب بل نودعك بإعتبارك أحد قادة ثورة سبتمبر العظام.
خرجت الجماهير اليمنية اليوم بكثافة لوداعك وبطريقة عفوية غير مدفوعة من اي جهة وهذا دليل ان ثورة 26 سبتمبر ورموزها خالدة في وجدان الشعب اليمني كبيرهم والصغير مهما كانت الظروف، رحم الله اللواء علي عبد الله السلال ورحم الله الرعيل الاول لثورة 26 من سبتمبر الخالدة.
اليمن تمرض لكنها لا تموت