تشرفت بالعمل ولفترة طويلة في الكثير من المواقع والمهام وتحت إدارة العديد من قيادة الدولة وعلي راسهم الاستاذ عبدالعزيز جباري ، أوكلت إلي الكثير من المهام التي سعيت وبذلت فيها الكثير من الجهد لإنجازها كما يجب ، وأصبحت حينها أكثر من يحظى بثقة جباري ويوكل إليه العديد من المهام والملفات الحساسة بالرغم انه لاتربطني بالرجل أية علاقة حزبية او جغرافية او اي علاقة اخري من أي نوع .
أثار هذا الامر حفيظة الكثير من مقربيه وآخرين حينها وللأمانة والحق يقال كل ذلك كان نابع من إخلاص الرجل ومهنيته ونظرته للمهنية في العمل الوطني متجاوزا بذلك كل الصغائر والضغائن والعلاقات الحزبية والمناطقية الضيقة مكرسا كل جهوده لتحقيق الأهداف والمهام الوطنية السامية التي أوكلت إليه عبر الأجدر والأكفأ بها كائن من كان.
فلست هنا بغرض التطبيل والمديح بقدر ما هو توضيح لمن يشكك بوطنية الرجل ونواياه الوطنية الخالصة في مواقفه الشجاعة الاخيرة والغير معهودة لنا والذي لم يعد بحاجة لتطبيلي له فالجميع بات يعرف مواقفه الشجاعة منذ جلسات مجلس النواب في صنعاء ومن ثم إنقلاب المليشيات الحوثية على الدولة وطريقة إنتقامها الدنيئة منه لموقفه الوطني الشجاع المواجه لها منذ اللحظة الاولى، والواقع هو من يشهد بأثره الملموس في كثير من القضايا التي أستطاع حلحلتها والملفات الشائكة التي سعى لمعالجتها فقد أستطاع الى جانب قلة من رفاقه في البرلمان اليمني لإعادة لملمة شتات مجلس النواب ورص صفوفهم وإنعقاد دورته برئاسة البركاني - بصرف النظر عن من يراس هذه المؤسسة اليوم ، وكذا كان دوره في إنشاء التحالف السياسي الداعم للشرعية ،
أضف الى ذلك جهوده مع زملاؤه في قيادة الحكومة في تأسيس قاعدة بيانات حقيقية للجيش الوطني وربطهم ماليا بالجانب الحكومي اليمني بدلا من التحالف ، لانه كان اكثر من غيره يدرك نية بعض أطراف التحالف وسعيهم لإضعاف مؤسسات الشرعية وقيادتها ، ويستشعر أهمية العمل الرسمي والشعبي في كافة المجالات لإفشال هذه النوايا والمخططات مسبقا فكانت له المواقف الشجاعة دون غيره في كسر حاجز الصمت وإنتقاد تصرفات التحالف ونادى مبكرا بإعادة صياغة العلاقة بين الشرعية والتحالف من داخل أراضي المملكة العربية السعودية ، بل إنه الوحيد الذي قدم إستقالته من الحكومة إحتجاجا على ذلك في وقت كان فيه المسؤول والسياسي اليمني ينقلب ويعلن تمرده على الدولة لمجرد إقالته من منصبه اوتغييره من موقعه ،
وهو اول من بادر بإستلام ملف تعز الشائك والسفر إليها وهي المدينة التي كانت حينها غير مستقرة وغير آمنة نتيجة الحصار المفروض عليها في الوقت الذي كانت تدار من خلال محافظيها المتعاقبين من فنادق الرياض والقاهرة خوفا من التواجد على الارض ، وحده جباري من كسر هذا الخوف ونزل الى الارض وعمل على حلحلة الكثير من القضايا التي كانت تعد الأكثر تعقيدا واستعصت على الكثير من مسؤوليها ؛ فقد قارب من وجهات النظر بين رفقاء السلاح والقوي الوطنية جميعا بدون إستثناء وتوصل ل حل الزم فيه الجميع بإخلاء الكثير من المقار الحكومية من المسلحين ودعم المؤسستين الأمنية والعسكرية وعودة الحياة للمدينة وتفعيل دور مؤسساتها التي ظلت مغلقة بل وكانت ثكنات عسكرية وأخص بالذكر هنا فرعي البنك المركزي ومصلحة الجوازات اللذان لم يغادر مدينة تعز الا بعد إفتتاحه شخصيا لهما ، الى جانب العديد من المكاتب التنفيذية الأخرى في المحافظة ، كما عمل بشكل دؤوب على حل ملف جرحى الجيش الوطني في تعز والتي كادت جراحهم تتعفن نتيجة الإهمال والتجاهل الرسمي حينها من خلال إيجاد آلية عمل وتكليف المعنيين في السلطة المحلية بإدارته وإقناع فخامة الرئيس بتخصيص مبلغ لهذا الملف و....و... وكان على وشك الانتهاء من ملف مشاكل محافظة تعز وحل كافة الخلافات بشكل جذري لأنه كان يدرك اهمية هذه المحافظة وأبناؤها ودورهم في المساهمة بحل مشكلة وبناء اليمن ككل وكان دائما ما يخاطبهم بهذه اللهجة في كل لقاءاته بهم... لولا التدخل الاماراتي الفج في اللحظات الاخيرة بإسم قيادة التحالف العربي_ عدن _ التي خاطبة قائد محور تعز بعدم السماح للحكومة عبر نائب رئيسها جباري بالتدخل فيما اسموه بالملف والمقار العسكرية في المحافظة وكان الهدف بالتأكيد هو إعاقة إستكمال هذا الملف وإستمرار مسلسل الخلافات والصراعات بين قياداتها والذي كلف تعز وأهلها بعد ذلك الكثير من الخسارة والدماء والمعاناة والتي ما تزال مستمرة حتى يومنا هذا ، والذي بدوره وما يزال يساعد بشكل او بآخر في تنفيذ مخططات الامارات في اليمن ، ولم ينتهي صلف الإماراتيين في إعاقة جهوده وحسب بل سعوا للتخلص منه من خلال كمين غادر بإسم الحوثة في خط هيجة العبد إستهدف موكبه اثناء عودته من مدينة تعز..!
وكما عودنا بانه السباق دوما في الإنحياز للوطن والوقوف بالجانب الذي نأمل ان يكون فيه ، فقد كان ولايزال هذا الرجل - حتي اليوم - يدفع ضريبة مواقفه الوطنية الشجاعة من كافة النواحي منطلقا من إيمانه التام بمبادئه وقيمه التي لاتقبل المساومة او المقايضة وان مصلحة الوطن فوق كل اعتبار بالنسبة له متجاوزا بذلك كل المصالح الحزبية والمناطقية والشخصية الضيقة .