لو أن مرسي زعيمًا يساريًا أو حاكمًا من خارج الصف الإسلامي؛ لتحول إلى أيقونة عالمية خالدة ولتداعى العالم كله لتنكيس الأعلام ولشرعوا في نصب التماثيل له كرمزًا للمظلومين وأسطورة نضالية ماتت في سبيل قضية عادلة.
لو أنه لم يكن إسلاميًّا؛ لكان دويّ الحدث مزلزلًا ولكانت بيانات النعيّ شديدة اللهجة تجاه سجّانيه. ولو أنه كان معارضًا علمانيّا توفى في ظل سلطة إسلامية لكان الصدى أكبر ولسارعت الأنظمة الدولية لإدانة النظام الحاكم وأصدرت حزمة عقوبات ضدّه، بهدف الضغط عليه ووقف توحشه الممتد لسنوات؛ لكنهم لن يفعلوا.
هذا لن يحدث، فقط لكوننا أمام شخصية لديها قناعات دينية معينة وليس لدى العالم حماس كاف للإنتصار لمظلوميتها. انتماءك السياسي دافع كاف لخفض لهجة الإدانة والتعامل مع الحدث ببرودة وبمنطق باهت، وكأن دماء الإسلاميين شراب رخيص أو ماء بلا ثمن.
عالم عنصري حتى النخاع، كان مرسي مظلومًا وكان العالم كله يعرف هذا؛ لكنه ظل يتعامل مع النظام المصري الفاشي بكل ودّ وإحترام، أمام تعامل مخاتل كهذا من الطبيعي أن يواصل النظام فحشه حتى النهاية .
سيمرّ حدث مرسي بهدوء، ولن تتغير مواقف العالم من سلطة الإنقلاب في مصر، لن يحدث شئيًا جوهريًا في المسألة.
مرسي ليس أول الضحايا الإسلاميين هو فقط رأسهم الكبير، وهذه النهاية ليست غريبة عليه، هل كنتم متوقعين أن يفرج عنه، هل كان أحدكم يستشعر إمكانية تحقق العدالة له..؟
لقد بقى مركومًا في السجن لسنوات والعالم يتفرج، يكتفي بمواقف رخوة ولا يفعل شئيًا لإنقاذ حياة المعارضين من بطش السلطة الحاكمة، وحين شعر النظام السلطوي برخاوة الموقف الدولي إزاء جرائمه السابقة، دبر حيلة للخلاص من رأسهم المقلق، فتخلص من مرسي أخيرًا لتكتمل به حلقة الضحايا الذين سقطوا ضمن مسلسل الإجرام الطويل بحق هذه الفئة من الناس.
سقط القناع عن القناع ولا أحد
نم بسلام يا رمز ربيعنا المغدور، نم فثمة رب يحكم السماء والعدالة وعد لا يُرد ولا يزول.