شرفة إلى الضوء .. قصيدة جديدة للشاعر عمرو عبداللطيف ياسين، أكاديمي في جامعة إب،له رواية مطبوعة بعنوان "دياسبورا" و كتابين باللغة الانجليزية. له أيضا ديوان مازال تحت الطبع بعنوان "بوح على حاشية الغياب".
خط الزمـــــان عـــلى الجبيـــن سنيـني
ومضـى محــــــرم تاليـــــا تشـــــريني
هل يا ترى وجـــهي الجمــيل يعود لي
ويزيـــل عنــــي غربــــة العشـــــرينِ؟
كان الهــــــوى في نخــــل قلبي باسـقا
واليوم حرفـــي يشتكــــي عرجـــــوني
في باب قلبـــــي ألــــــف وجــه باســم
خلف الضلــوع بحسنـــــها تكـــــويني
كـــانت تزمـــــل بالبـــحور عواطـــفي
وتذيب رائحة السمــــــــا بحنــــــــيني
جفــــت ببـــــاب العمـــــر كل قصائدي
والغيم غادر مـــن مجــــاز متـــــوني
عشــــرون موتــــاً قد تلفت بوجـــهها
والأفق أهـــــرق في مــــداه سكـــوني
حتى الطفـــولة احجمت عن افقــــــنا
كي لا أســافر في المدى بجنـــــوني
مدوا لهـــــذا العمـر بعض قصــــائدي
يجد الرجــــوع لظـــــله زيتــــــوني
مشكــــــاة عمـري لم تطعها قواربي
فأنا المشتت فـــي دروب شجــــوني
سقطـــت فصول الطيــف من أقدرانا
سهواً وشاخـــــت في يديه ظنـــوني
هل باعنـــا (سيزيف) كــــل مدينــة؟
فخطى دروبي كــــل من صلــــبوني
مــــــاذا تبقى في الدروب ومهجتي
تبكي شمــــوعا كل من سبــــــقوني
تعدو الأمــــــاني في العروق بلا غد
تعبت خطـــاي وكلهم عـــــــبروني
كم أمطرت ذكرى المكان بخاطري
وأنــا يقـــــايض خافقي تدويــــــني
بالأمس كان الطفل يحمــــل عـــالما
يكفـــي الدهـــور لترتـــــوي بيقيني
واليوم دهر قد مضى من حلــــــمه
وجناحه مازال فـــــــوق غصـــوني
لم تنكشف دنيــــا أمــــــام عيـــونه
أو يستـــقي من نبعهـــا مكـــــنوني
مازال يركـــــض في فنـــاء احلامه
ويضيء عمرا قد مضى من دوني
ويعود يسأل عن فصـــــول طفولة
سقطت جحودا في يــــدي (نيرون)
قالــت لــه الأحــــلام ذات خيـــــانة
ان المســـــافة للمــدى بغضــــــون
لم يدرك الظلــــمات في شطــــئانها
او يقرأ الآيات عـــــــن (ذي النون)
بالأمس كان الوقت يمــلأ قلبــــه
ويقشــــر الدنيـــــــا بلا قــــــانون
واليوم يمضــي دون اي هــــــوية
وتمر ســـــاعات ببطيء قرون
وأثبــت الأقـــــــدام في قلب الدنــــا
فتشيـــــخ أوراقي وجذوة طيـــــني
وأوازن الأيــــام فــــــــوق دروبنا
فتجيئنــــي بحــــرا بغيــــــر وزون
احتاج عمــــــرا دون اي وصــــاية
حــــتى ارتـــــب دربه بجـــــــنوني
وأهيم في درب الضيـــاع نكـــــاية
بالامنيات وسحــــــرها المســـنون
كم هشمت موج الامــــــاني أضلعي
دهر من الكلمــــــــات لــــن يكفيني
سأظل أخطــــو في الدفــــاتر كلـــما
لاح الصبــا في ذكريـــات جفــــوني
الحـــرف أغنيـــة الربيـــــع بعمرنا
سيضيء حاشيتـــي لمن قــــرأوني