منذ البارحة وأنا أشعر بحرقة غريبة تغلي داخلي، وصلتني قصة مؤلمة من القرية، تداولها الكثير حول بكاء طالبة في الثانوية داخل قاعة الامتحانات، طالبة كادحة ومن أسرة فقيرة للغاية ويعرفها الجميع. تعرضت للإهانة من قبل أحد المعلمين اللصوص داخل القاعة.
مكان القصة: داخل مركز إمتحاني في محافظة إب، مديرية فرع العدين_عزلة الوزيرة، مدرسة السلام. الزمان: أمس، السبت وأما مدير المركز: فهو شخص معروف، ويدعى/ عبدالحميد قائد سيف، يتواجد هنا ولديه حساب بالفيسبوك، يمكنكم الإطلاع عليه لأخذ صورة كاملة عن رداءته..!
ملخص القصة: دخل إلى قاعة الطالبة أحد المعلمين السفلة الذين يجمعون الفلوس يوميًا وبشكل رسمي من الطلاب مقابل الغش لهم، ومجرد ما ولج المعلم الموكل بجمع الفلوس للقاعة، حتى أخرج له الطلاب المبلغ واحدا واحدًا، مرّ عليهم جميعًا، وحين وصل للطالبة، أخبرته بحياء وبصوت خفيض أنها لا تملك المبلغ، اشتاط المعلم غضبًل وقام بتهزئتها أمام زملائها وزميلاتها، أرغى وعربد وبكل بجاحة رفض المغادرة حتى تدفع له المبلغ وإلا بيحرم القاعة كلها من الغش، ظلت الطالبة المسكينة صامتة ومنكسة بصرها للأسفل واستمر المعلم في اطلاق عبارات التهديد والتعبير عن سخطه؛ زاعمًا أنها تملك المبلغ ولا تريد أن تدفع له، فجأة، والقاعة في حالة صمت كامل والمعلم يواصل الزمجرة : انفجرت الطالبة بالبكاء أمام الجميع وسقطت مغشية عليها، سقطت التلميذة إلى الأرض، فاحتوى الطلاب الموقف ثم انسحب المعلم بهدوء.انتهت القصة هنا؛ لكنها تركت جرحًا كبيرًا في نفوس الجميع، بالكاد لملمت الطالبة روحها وأكملت الامتحان بصعوبة؛ لكن الجرح الذي خلفه اللص الوقح في نفسها سيظل ندبًا لا يمكن لأحد مداواته، تأملوا الموقف لتدركوا مستوى الحقارة التي بلغها لصوص هذه البلاد...!
لم يخجل الرجل وهو يمارس لصوصيته بهذا الشكل الساقط؛ لكن الفتاة المسكينة خجلت من عدم امتلاكها مبلغ 500 ريال كي تداري به سفاهته..!
كان يمكنني أن أتسامح مع المعلم اللص لو أنه كان يسرق بخجل وهو خائف بعض الشيء؛ لكنه لص كامل الفخامة يجعلك مصدومًا منه وغاضبًا من سفالته، هذا لص يسرق بوقاحة غريبة، يمارس انحطاطه وهو واثق تمامًا من نزاهة فعله. ولو أنه فعل ذلك مع طالب أو طالبة ميسورة الحال لأشفقت على تعاسته؛ لكنه لص بلا تهذيب يلحّ على انتزاع المال من ضحية فارغ الجيبين كما لو أنّه يطالب بحق وليس مجرد لص تافه وحقير، وأكثر من ذلك ينهر الضحية عديمة الحيلة؛ دون مراعاة لبؤسها أو لكرامتها، وتلك ذروة السفاهة ومنتهى السقوط..!
انظروا كيف أصبحت موازين الحياة مختلة، حيث بات اللصوص أكثر شجاعة في ممارسة حقارتهم من الضحايا في الدفاع عن كرامتهم، هذا الانقلاب القيمي يكشف حجم الانحطاط الذي وصلنا إليه، ويظهر عمق الهاوية التي تتعاظم كل يوم..!
باختصار: يتحمل مدير المركز كامل المسؤولية الأخلاقية عن هذه الجريمة، وقبل هذا من الجيد أن يتعرض للصلب هنا كما يليق به، فبالتأكيد لا يمكن أن تجري تلك العملية اللصوصية دون علمه، وبالنظر لتأريخ الرجل يمكنني الجزم بالقول: أنها تجري تحت اشرافه..!
بالطبع، لا يوجد تبريرًا لهذا الانحدار الأخلاقي. وما علينا سوى استجماع ما تبقى لنا من كرامة لحراسة قيم الحياة من هؤلاء الوحوش والتصدي لوقاحتهم المتعجرفة تحت أي ظرف كان..!
معلمين بلا شرف، وافر اللعنات عليكم جميعًا يا معشر السفلة.
* نقلا من صفحة الكاتب بالفيسبوك