كلّ مساءٍ سنخبركم عن فبراير الثورة، كلّ نهارٍ وليل سنحكي لكم عن بطولةِ الأحفاد، كلّ لحظةٍ سنردد على مسامعكم لفظ "فبراير" ونزعجكم بشكلٍ لا تتصوروه، في عمقِ الليلِ وعندَ جنحِ الظلام وبالعشي والابكارِ سنُخبركم بأن فبرايرَ صلاتنا الأبدية جوارُ عرشِ الشعب، وصرختنا الكبرى في ليِل المجون.
ستتعبون من الدفاعِ عن أوهامكم، فالأوهام هشّة ولا تصمد كثيراً أمام سلطان الحقيقة، ستشعرون بالمللِ ويأخذكم النعاس، ستتعبون من مقارعة الشبّان الحالمين، وأما نحن فباقون هنا ولن نتعب من الاحتفاء بذكرى مجدنا الكبير..!
سنسهر هنا و نخبركم كيف وقفنا عراة في الشوارع وسخرنا من الحاكم الجبان، كيف غنينا و تحدينا آلة القمع كيف بصقنا في وجه النظام الشائخ بكلّ وقاحة وعناد،
سنقول لكم :
هذا عيدنا الكبير ولن نكفّ عن الاحتفاء به، لن نسمح لملحد بالثورةِ أن يشكك في حلمنا، هذا حلمنا نحن ولا شأن لكم به، نحن الطوباويون الوقحون من حقنا أن نحلم كيفما نشاء، حلمنا ذات نهارٍ بدولةٍ مثل باقي البشر وما زلنا نحلم وسوف نحرس حلمنا حتى يجرفكم سيل التأريخ و يقف فبراير بأقدامٍ راسخة، يقبض خطام الدولة ويسير بالقافلة ، فبراير هو حلمنا المقدس وسوف نذهب معه إلى أقصى ذروة للفرح..!
11فبراير هو اليوم الذي خرج فيه الأحفاد؛ يثأرون لهزيمة آباءهم، فبراير صحوتنا الوجودية ضدّ نطامٍ بشع، لحظة تصالحنا مع الأمجادِ، وقطيعتنا الشاملة مع فجورٍ طال زمنه، اللحظة التي أعلن فيها اليمني تدشين بداية جديدة للتأريخ، خرج فيها جائعاً وعارياً وخمش وجه الحاكم بأظافره الحادة وصوته العنيد، كان السلطان قد حوّل البلد إلى مزرعة مملوكة له وألغى كلّ خيارات العيش الممكنة، كانت الحياة مسدودة وكلّ الأبواب مغلقة؛ فخرج الشاب بكل جسارته ووقاحته وفتح ثقباً في جدار التأريخ ثم هدم الجدار وحول مجرى السيول نحو قدر جديد، و مضى يصنع مصيره بنفسه..!
*نقلا عن صفحة الكاتب بالفيسبوك