مهران القباطي، وعبد اللّه الصبيحي، بَطلان عنيدان من الصعب وقائدا معركة التحرير الثانية في عدن، هذان الضابطان القادمان من جبالِ لحج، سيحملان عدن على أكتافهما ويضعان حدّاً لمسخرة الإمارات في المدينة.
مجردٌ أن يذكر اسم "الصبيحي" يشعرٌ الرجل بحالةٍ من الرهبة وتُحيط الجلالة باسمه من كل مكان، يستشعر المرء قدسية الاسم وتستعيد الذاكرة مشهد الجنرال المهيب وهو يمشط شوارع عدن من عصابات الحوثي وصالح أواخر العام 2015، وينتصر، يكسرهم ثم يُعيدهم إلى الجبل على النعوش،
يقول المرء في نفسه : الرجل الذي أحال قوات صالح بكلّ وحشيتها إلى رماد لا يمكن أن يستعصى عليه قليل من دراويش الزبيدي وأتباعه، هكذا أصبح اسم الضابط قريناً بالمجد ومبشراً بالانتصار لقد حفر الجنرال شرفه في وجدان الجماهير وأضحى أيقونة لا تنهزم..!
مهران القباطي هو الأخر جنرال اللحظة الحرجة، ضايقته الإمارات كثيراً، فرحل إلى الخارج وحين أحسّ الرجل أن مدينته تتهاوى في قبضة الغرباء، تدفقت دماء الجبل في عروقة وتذكّر مجد أجداده وشرفه العسكري، فقرر العودة، استيقظ الضابط في الغبش وسلك طريقاً طويلة من عمان إلى المهرة إلى شبوة حتى وصل عدن سرّا، ارتدى بزته العسكرية ووضع البندقية على كتفه ثم حشد حوله الرجال وخرج يحرس شوارع مدينته من أدوات المحتل الجديد..!
الضابطان، الصبيحي، والقباطي، كلاهما ينتميان لمنطقة جغرافية متقاربة، هي لحج، ينحدران من سلسلة جبلية واحدة، ومن هناك من الجبل تنشأ روح المرء مشحونة بالصلابة ومحروسة تماماً من أي جبن أو خيانة..
كونوا على يقين أن كل معركة تتزعمها ردفان وما حولها لا تنهزم، أبطال الصبيحة والقبيطة لا يرمون بنادقهم بسهولة، الأحفاد الذين كسر أجدادهم عنجهية المحتل الانجليزي، لن يتراخوا عن التصدي لأتباع المحتل الجديد، تأكدوا أن بطولة ضباط لحج هي المعادل الموضوعي لنذالة جنود الضالع وفي الغد تضع لحج حدّا لمسخرة الزبيدي وتستعيد عدن شرفها كمدينة ترمي النفايات في البحر وتذود عن فكرة الدولة أمام كلّ العصابات التي ترغب بإعادة الجنوب إلى زمن السلطنة والزعامات المشيخية السابقة لفكرة الدولة وسلطانها الأوحد..!
تعظيم سلام للبطلين الذين يحرسان كبرياء مدينتهم في هذا الليل البهيم..!