إذا كان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري يعتبر تحركات السفير السعودي لدى العراق ثامر السبهان تدخلا في الشأن العراقي، فماذا يعتبر السماح لوفد من الحوثيين بعقد لقاءات واتفاقات مع ميليشيات «الحشد» العراقية لتقديم الدعم والإسناد وإنشاء معسكرات التدريب للميليشيات اليمنية التي تهاجم الحدود السعودية ؟!
طبعا لن أنتظر جوابا من الوزير العراقي، فهو أحد أعضاء حزب الدعوة العراقي الذي حارب إلى جوار إيران ضد العراق في حرب السنين التسع، وهو أحد العائدين إلى بغداد على ظهر دبابة المحتل الأمريكي، وأحد الذين مارسوا العمل السياسي تحت مظلة الحاكم العام الأمريكي للعراق بول بريمر، وبالتالي فهو يفتقر لفهم المبادئ الأخلاقية للممارسة السياسية والدبلوماسية، وفي غير هذا الزمن الرديء الذي جعل من أمثال المالكي والجعفري والعامري يمثلون الطبقة السياسية المتصرفة في بلد الحضارات العراق، لم يكن الجعفري ليكون سوى خلف قضبان أحد السجون بتهمة الخيانة أو الفساد !
وإذا كانت تحركات السفير السبهان لإعادة ربط الجسور بين العراق ومحيطه العربي تعد مخالفة للأعراف الدبلوماسية، فإن استقبال وفود الميليشيات المعادية لدولة جارة والسماح لأعضائها بعقد الاجتماعات والاتفاقات مع المنظمات والميليشيات العراقية لتعزيز قدراتها على شن الاعتداءات ضد هذه الدولة الجارة هو انتهاك للقانون الدولي وعمل عدواني يرتقي إلى إعلان الحرب !
ستنتهي هذه الحقبة الزمنية الرديئة في العراق واليمن إن عاجلا أو آجلا، فلا مقومات تملكها للاستمرار للأبد، وعندما سيذكرها التاريخ، فإن بعض الأسماء مثل الجعفري والمالكي والعامري والحوثي ستدون في خانة خونة أوطانهم وقتلة شعوبهم!
* نقلا عن عكاظ