لا جديد تحت الشمس..
المشروع الإمامي – في إيران واليمن ولبنان والعراق – كان دائماً مشروعا وظيفياً يخدم أمريكا في المقام الأول، ليس لوجه الله طبعاً، وإنما لتحصيل الفتات المتساقط تحت المائدة الأمريكية.
وما شعار الموت لأمريكا الذي رفعه الإيرانيون من قبل إلا التعويذة التي تبعد العين عن المهمة الحقيقية للمشروع. والسيناريو الذي حدث مع الخميني يتكرر الآن مع الحوثيين في اليمن.
عندما شعرت أمريكا أن عميلها الشاه قد أصبح ورقة خاسرة، وخشيت أن يخلفه نظام موال للمنظومة الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفيتي آنذاك، سهلت مرور الخميني إلى سدة الحكم، لعلمها أن المتدينين خصوم دائمين للشيوعية مهما كانت عداوتهم لأمريكا.
وعلى الرغم من وجود خمسين ألف عنصر أمريكي في جيش الشاه وجهاز السافاك آنذاك إلا أن أمريكا لم تفعل شيئاً لحمايته أو إنقاذ نظامه، بل أبلغته عبر مسئول في الناتو إن من الأفضل له ترك السلطة.
وهكذا مر الخميني من باريس إلى طهران على متن طائرة فرنسية خاصة، بعد أن كان صوته وخطاباته لأنصاره الثوار تمر عبر إذاعة ال بي بي سي البريطانية، الإذاعة التي تعد ترمومتر الموقف الحقيقي للسياسة البريطانية، مهما كان موقفها الدبلماسي الرسمي.
مر الخميني إلى سدة الحكم بعد أن طمأن الأمريكان برسائل خاصة كشفت عنها المخابرات الأمريكية حديثاً يقول فيها: عليكم أن لا تأخذوا موقفي العدائي من أمريكا على محمل الجد، فأنا حريص على المصالح الأمريكية في إيران. تماماً كما قالها الحوثيون للأمريكان قبل أسابيع، مع علم الحوثيين بأن الأمريكان في غنى عن هذا التوضيح لأن الأمريكان قد اختاروهم للقيام بنفس الدور الوظيفي الذي قام به الخميني وثورته من قبل.
فبعد أن وجدت أمريكا أن حصانها السابق (عفاش) قد أصبح حصاناً خاسراً، رفعت عنه الغطاء، واستبدلته فوراً بالمشروع الإمامي، لأداء وظيفة محددة هي مكافحة المشروع الإسلامي الذي أطلقت عليه وصف الإرهاب، والقضاء على مشروع الديمقراطية في اليمن، ضمن مشروعها الواسع لإحباط التطلعات الديمقراطية في الوطن العربي.
لا جديد تحت الشمس كما قال سليمان عليه السلام، فالسياسة الأمريكية هي هي لم تتغير، اللاعبون فقط هم اللذين تغيروا، وكل لاعب جديد أخذ مكان لا عب قديم، الإصلاحيون حلوا محل الشيوعيين، والحوثي حل محل إيران، وعفاش محل الشاه، والشعار هو الشعار مع إضافات بسيطة.. الجديد الوحيد هو السعودية..!