«ولد الشيخ وبان كي مون» رياح لما تشتهيه الأمم! كما أشرت سابقًا في مقالي الجمعة الماضية، بأن فشل الحوار اليمني اليمني في الكويت كان متوقعًا من قبل أن يلتقي الطرفان أصلاً تحت القبة التي ظللتهم طوال التسعين يومًا الماضية.
حين جاء «ولد الشيخ» كمندوب ثان للأمم المتحدة عقب زميله «ابن عمر» لبذل مساعيه، كان هو المتفائل الوحيد والمؤمن بقدرته على التوصل إلى حل لإنهاء النزاع، لأنه لا يعرف سيكولوجية أولئك الانقلابيين بنوعيهما «الحوثي والصالحي» ولم يمر بمارقين على شاكلتهما، يجيدان المراوغة، ويبرعان في الخداع، الأمر الذي أدى به -بعد ثلاثة أشهر- إلى أن يرفع الراية البيضاء مستسلمًا، ويعلن عن إرجاء المحادثات إلى أجل غير مسمى، كان على الانقلابيين أن يسعوا إلى إطالة أمد المحادثات أملا في تغير الظروف لتكون في صالحهم، ولتمكين الإيرانيين من تهريب السلاح لهم مستغلين الهدنة المتفق عليها.
جاء «ولد الشيخ» إلى اليمن مصرحًا: «إن الحل الحقيقي هو الحل السياسي على أساس المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن»، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، حيث اصطدم بالتعنت الحوثي، ومن ثم بالتعاطف الروسي، ولأن كلاً من «بان كي مون وولد الشيخ أحمد» يعملان سويًا في منظمة تحت إمرة الدول الخمس دائمة العضوية، فالأمر يتوجب عليهما ضرورة مراعاة مصالح تلك الدول وتفصيل القرارات اللازمة بما يكسب رضاها، وفي رأيي فإن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» لا يلام عندما أنهى محادثات الكويت ولم يعلن عن المتسبب في فشلها، وترك التفسير لكل فطن، ليس معنيًا بالإعلان عن المتسبب، طالما أن الكل مدرك بأن القيادة الشرعية وقعت على المقترح الذي طرحه، ورفض الرافضون لاستقرار اليمن التوقيع.
وفي آخر تصريح له في مقر مجلس التعاون الإسلامي قال «اسماعيل ولد الشيخ أحمد»: «حل المشكلة اليمنية يبدأ بإنسحاب المتمردين من المناطق التي سيطروا عليها وإلقاء السلاح واعتماد بدء الحوار على الطاولة السياسية كما ورد في قرار مجلس الأمن رقم ٢٢١٦».
هل يجدي الحوار القادم ويقود لانفراج؟ سأظل كما كنت متشائمًا، لا أعتقد، لاسيما بعد أن وقفت روسيا وأجهضت بيانًا كان سيصدر ويتضمن قلق أممي إزاء إعلان الانقلابيين تأسيس مجلس سياسي يحكم اليمن، وهو لا يحمل أي شرعية.
كاتب سعودي – نقلا عن المدينة السعودية