كل عام واليمن بخير.. نحتفل هذه الأيام جميعا بذكرى الثورة الخالدة، ثورة سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، فهما تتشابهان في كثير من الخصائص وهو أمر منطقي لأن الجينات واحدة والعمود الفقري لهما هو الشعب اليمني العظيم.
والمتأمل للثورتين يلاحظ هذا التوحد فثورة26 سبتمبر والتي احتفلنا بها قبل أيام بالذكري 62 لها وهي تعتبر الثورة التي غيرت وجه التاريخ يمنيا وإقليميا، فقد نقلت اليمن من عصور الاستعباد والاستغلال و"سبتمبر " لم تكن مجرد ثورة بأهداف ومبادئ ستة فقط، بل مشروع وحلم استقلال وطني وتحرر وبناء وتنمية وعدالة اجتماعية تسعى اليمن وشعبها إلى تحقيقه.. فالغايات التي سعت 26 سبتمبر إلى إنجازها هي أوسع وأشمل وأكبر من الأهداف والمبادئ التي تحقق منها في إزالة الكهنوت والقضاء على الاستعمار واحتكار رأس المال للسلطة وفسادها، وبداية مشروع البناء والعدالة الاجتماعية.
وكان من أهم إنجازات ثورة 26 سبتمبر توحيد الجهود اليمنية وحشد الطاقات لصالح حركة التحرر شمالا وجنوبا وأكدت للشعب اليمني أن قوة اليمنيين في توحدهم وتحكمهم أسس تاريخية ولغة مشتركة ونسيج اجتماعي واحد لوجدان واحد مشترك، وأصبحت صنعاء قطب القوة، مما فرض عليها المسؤولية والحماية والدفاع لنفسها ولمن حولها.
ولا يمكن الاحتفال بثورة 14 أكتوبر فقط من باب الذكرى والحنين وإنما باعتبارها نموذج ما زال حيا ومعاشا على الرغبة فى التغيير ورفع رايات الأمل في غد أفضل للحرية والانتصار مجددا على الاستعمار الجديد والعمل والتنمية وهو ما ينبغي أن يعمل من أجله كل اليمنيين الجمهوريين لإعادة الاعتبار لمشروع الحركة الوطنية بانطلاقة جديدة في عصر جديد، ولكن بنفس الروح والرغبة والعزيمة على إعادة اليمن داخليا وخارجيا إلى مكانتها ودورها الطبيعي وامتلاك مصيرها ومقدراتها بأيدي شعبها وتضحيات أبنائه.
فالاحتفال بسبتمبر وأكتوبر هو رسالة بأن الثورات فعل نضالي مستمر، تتواصل ولا تتقاطع، تتكامل ولا تتشتت، فسبتمبر وأكتوبر كانتا تعبيرا ثوريا لمجمل كفاح الشعب اليمني في سبيل الحرية والنجاة والاستقلال ورسالة بأن رسالة ومشروع سبتمبر وأكتوبر هو مشروع وطني مستمر يعمل على استعادة السيادة والكرامة الوطنية، وهذه هي عظمة الثورتين المجيدتين ودورهما في التاريخ الوطني وفى تحقيق طموح الشعب وحلمه.
وبهذه المناسبة فإننا ندعو شعبنا لأن يستلهم روح ثورة سبتمبر وأكتوبر، لاستعادة إرادة اليمنيين وإفساد كل المخططات التي تحاول استعادة الإمامة والاستعمار، وأن يكونوا صفاً واحداً لكي يقف الوطن على قدميه، ونتجاوز هذا الوضع وتدشين الجمهورية الجديدة للارتقاء بالمواطن اليمني في شتى مجالات الحياة
*من صفحة الكاتب على فيسبوك