محافظة المهرة واحدة من أكثر المحافظات اليمنية هدوءا، ومثال يحتذى به في الأمن والسلام، حيث تتميز المهرة بتنوعها الثقافي والقبلي، ويشتهر أبناؤها بالتعاون والإخاء والترحيب والتعايش مع أبناء المحافظات الأخرى القادمين للاستقرار والعيش، وهو ما عزز روح المحبة والتسامح بين المواطنين من جميع مناطق اليمن، وأسهم في تحقيق الاستقرار اللازم بالمحافظة.
الاستقرار السياسي النسبي الذي تتمتع به المهرة مقارنةً ببعض المناطق الأخرى في اليمن، أسهم في حفظ الأمن وتعزيز الاستقرار، وأتاح المجال لتطوير المشاريع التنموية وجذب الاستثمارات التي من شأنها أن تُحسن مستوى معيشة المواطنين.
في السنوات الأخيرة، شهدت المهرة ظهوراً ملحوظًا للخطابات المتطرفة والتحريضية، التي تهدف إلى شق النسيج المجتمعي الواحد، وتعميق الانقسامات بين الأفراد والتمييز بينهم بناءً على انتماءاتهم المختلفة.
يدرك أبناء المهرة أن الخطاب المتطرف والتحريضي سيؤدي إلى تفكيك الروابط الاجتماعية بين الأفراد من خلفيات وجماعات مختلفة، خاصة في ظل النزوح المستمر إلى المهرة خلال السنوات الماضية، واستقبال المحافظة ما يقارب نصف مليون يمني من محافظات مختلفة، يحملون توجهات وانتماءات متباينة.
على المستوى البعيد، سيؤثر الخطاب المتطرف والتحريضي إن استمر -ولو بشكل متقطع- على فئة الشباب، سواء من أبناء المهرة أو من أبناء المحافظات الأخرى المقيمين بالمهرة؛ والسبب يعود إلى طبيعة الشباب الانفعالية وسرعة تأثرهم بالأفكار وتحمسهم لها، الأمر الذي يتطلب تدخلاً عاجلاً من قبل الجهات المعنية لضبط بوصلة الخطابات والنأي بالمهرة عن أي أعمال تهدد النسيج الاجتماعي فيها.
كما يتوجب على المكوّنات الشبابية أيضا أن تعمل على رفع مستوى الوعي لدى الشباب بخطر الخطابات المتطرفة ومنافاتها للشريعة الإسلامية والفطرة الإنسانية السوية.