هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل إيران سواء كان ذلك داخل البلاد أوخارجها ، فقد فعلت ذلك أكثر من مرة. لكن العديد من المراقبين يرون أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران هو تحدٍ مباشر من قبل إسرائيل للنظام الإيراني ، وهو أثقل بكثير من اغتيال علمائه النوويين أو خبرائه العسكريين. بل إنه أخطر وأثقل من اغتيال الجنرال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري.
يهدف هذا الهجوم إلى إظهار القدرات الاستخباراتية لإسرائيل، خاصة وأنه جاء بعد ساعات من إعلانها اغتيال القائد في حزب الله، فؤاد شكر، في بيروت. كما يثير الهجوم تساؤلات حول مدى اختراقها للأمن الإيراني ويبرز الثغرات الأمنية ، مما يشكل تحديًا كبيرًا لأجهزة الأمن الإيرانية والنظام عمومًا.
على الجانب الآخر، فإن اغتيال هنية يؤثر على المشهد الداخلي الفلسطيني ويوجه ضربة قوية لحركة حماس وفصائل المقاومة. ومع ذلك، يعتقد الكثيرون أن حماس ستتمكن من امتصاص هذه الضربة ، كما فعلت من قبل عندما استهدف الكثير من قياداتها وفي مقدمتهم مؤسسها أحمد ياسين وستتمكن من ملء الفراغ القيادي والاستمرار في مسارها السياسي والعسكري.
والسؤال هنا: هل تعني عمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل تجاه قيادات حماس أو حزب الله أنها حسمت الحرب؟
بالتأكيد لا، فاليوم التالي الذي وعد به نتنياهو وقادته لم يأت، وحماس ما زالت في غزة تقاتل وتقاوم رغم توحش إسرائيل وقتلها لعشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.
بقتلها إسماعيل هنية، وقبله صالح العاروري، وقبلهم وبعدهم قادة حماس وحزب الله في لبنان وغيرهم، لن تستطيع إسرائيل إعلان انتصارها النهائي، بل إنها تسعى لتحقيق انتصارات تكتيكية منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر2023.
ومالم تعلن إسرائيل نهاية حركة حماس وإخماد المقاومة بعد عشرة أشهر من عنائها في غزة ووحشيتها، فإنها لن تصل إلى اليوم التالي وستبقى في فخ غزة الذي يستنزفها.
فهل تؤدي هذه العملية إلى تغييرات في استراتيجية المقاومة الفلسطينية؟ أم أنها ستعقد المفاوضات بين إسرائيل وحماس؟ وما هي التداعيات السياسية والأمنية الناتجة عن اغتيال إسماعيل هنية في طهران على الوضع بين إيران وإسرائيل؟
ثم ما هي الثغرات الأمنية التي كشفت عنها هذه العملية في النظام الأمني الإيراني؟ وما هي التغيرات المحتملة في بنية حركة حماس واستراتيجيتها بعد اغتيال قائد بارز مثل إسماعيل هنية؟