الحديث عن الأغنية اليمنية حديث واسع، ويحتاج إلى مُتخصص ودارس، وليس مجرد كتابة أو كلام في الهواء، والسبب عمق الأغنية اليمنية في التراث والتاريخ وتنوع ألوانها على مستوى الجغرافيا.
لدينا الأغنية والتراث الصنعاني، ويخص هذا اللون من الغناء، صنعاء وما حولها، ولدينا الأغنية والتراث اللحجي، ويخص هذا اللون منطقة لحج وما حولها، ولدينا الأغنية والتراث الحضرمي، ويخص حضرموت، ولدينا الأغنية العدنية، ويخص عدن وما حولها، وبعضهم يُضيف الأغنية التعزية، ويضم هذا اللون من الغناء تعز وما حولها.
هذا التنوع المتعدد في لون الأغنية اليمنية، وتاريخها الذي يمتد إلى قرون ضاربة في التاريخ، هو ما جعلها فريدة ومتميزة، ولها خصوصية زائدة وحساسة عن سائر أغاني المنطقة العربية والعالم.
هنالك أغاني وألحان يمنية يعود تاريخها مثلاً إلى ما قبل خمسة قرون وربما أكثر، ومازالت حتى الوقت الحاضر حية وموجودة وتتمتع بشعبية كبيرة..
وليس بغريب ان تغزو الأغنية اليمنية منطقة الخليج والمنطقة العربية بفعل هجرة اليمنيين إلى هذه المناطق. هنالك إجماع على أن الأغنية الحضرمية والدان الحضرمي هم من شكلوا النواة الأولى للفن في منطقة الخليج بفعل هجرة الحضارمة اليمنيين إلى الخليج، بل يوجد إجماع أيضاً إلى أن اللهجة الحضرمية هي من شكلت النواة الأولى للهجة بلدان الخليج، بفعل هجرة الحضارمة إلى هذه المناطق منذ فترات مبكرة سبقت تأسيس بلدان الخليج في العقود الأخيرة من القرن العشرين.