قدَر الشعب اليمني أن يستقبل هلال شهر رمضان المبارك والأرض تحترق والمباني تتهدم والبنية التحتية تتدمر، بفعل عدم إنصياع الإنثقلابيين لصوت الحق وتحكيم الضمير، ورغم مرور ( 45 يوماً ) من إنطلاق جلسات مشاورات السلام اليمنية اليمنية في دولة الكويت، برعاية الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلي اليمن السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد،
والتي إنطلقت فعلياً مساء الخميس 21 ابريل الماضي، لم تفضي جلسات التشاور لتثبيت حقن دم الإنسان اليمني، بفعل الخروقات اليوميىة للمليشيا الإنقلابية والرئيس المخلوع، وإستمرار فرض حصار ظالم على مدينة تعز وإمطار أحيائها السكنية بقذائف محتلف الأسلحة الثقيلة والمقذوفات الصاروخية، وتنكرهم لمواثيق الهدنة ووقف إطلاق النار بإطلاق صواريخ باليستية بإتجاه الأراضي السعودية.
ورغم المرونة التي أبداها وفد الحكومة الشرعية في المشاورات ، وتثمينه للوساطات الخليجية التي تمثلت بتدخل سمو أمير دولة الكويت، وسمو أمير دولة قطر، والأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، والدعم اللامحدود الذي قدمته المملكة العربية السعودية للمشاورات وكذلك الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والأمم المتحدة ، فقد بدى واضحاً تحلي وفد الحكومة بقدر من المسؤولية الإنسانية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الإنهيار الإقتصادي المترقب وقوعه بأي لحظه، إلا أن الفريق الآخر على طاولة المشاورات ” الحوثيون والرئيس المخلوع ” لم يبديا ذرّة من صحوة ضمير تجاه ما يجري في اليمن، أو العمل بجدية بتحريك الملفات المتفق عليها كقاعدة للتشاور، بل يتعامل بلغة المستعمر الباحث عن مصالحه ، وكأن اليمن وما يجري فيه لا يعنيه لا من قريب ولا بعيد، وهذه الحقيقة لتنفيذهم أجندة خارجية.
غريب أن تتصرف جماعة الحوثي، أو كما يسميهم الإخوة اليمنيين ” بالحوثة ” على هذا النحو وهم مكوّن أساسي في النسيج الإجتماعي اليمني، ونزداد غرابة بالتصعيد على الأرض كلما لاحت بارقة أمل بتفكيك رموز ملف من الملفات الشائكة على طاولة التشاور، ففي الوقت الذي يترقب العالم قبل اليمن وأهله، إنفراجة في ملف الأسرى والمختطفين قصراً قبل حلول شهر رمضان، يفاجئ ” الحوثة ” العالم بمجزرة جديدة في تعز، وتأتي أيضاً عشية تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك، فيا لها من رسالة عنوانها يعبر عن محتواها الذي نستشف منه أن مستقبل اليمن سيبقى مجهولاً ورهينة لمزاج مليشيا تدار بفكر مافوي.
ما يزيد في النفس غصّة أن كل ما جرى من قتل وهدم وتدمير منذ إنطلاق المشاورات ولا زال يجري حتى يومنا، يتم على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، ومن الأمم المتحة ومبعوثها الخاص الذي لا زال متمسكاً بأمل تحقيق تقدم رغم العجز الأممي الواضح في كبح جموح الحوثة والرئيس المخلوع.
فهل سيدخل اليمن النفق المظلم برعاية أممية ؟.
لا شك في أن المؤشرات حتى اللحظة تقول غير ذلك، ومؤكد أن دول التحالف العربي، وبمساندة من دول مجلس التعاون، لن تسمح بإنزلاق اليمن إلي المجهول، والتمسك بحبال الصبر حتماً لن يطول، ومثلما بدأت عاصفة الحزم ، وإعادة الأمل سيكون للتحالف الكلمة الفصل، وهو قادر على الذهاب إلي أبعد مما قد يعتقده الحوثة، ومن الطبيعي لن يحدث أي تحرك قبل منح المشاورات الجارية في الكويت الوقت والمرونة اللازمتين، بكون المشاورات الفرصة الأخيرة لمن أراد أن يسلك طريق الرشاد.
فهل سيعي المخلوع والحوثيين معنى المثل العربي … “إحذر غضب الحليم” .