يبدو أن السعودية والإمارات قد نجحتا في وضع اليمن على خطا العراق وتسليمها لإيران ، أي جريمة هذه التي تجري في شبوة ، وأي فضيحة ترتكب للاقتتال ليس من أجل تثبيت الشرعية ، بل من أجل تصفيتها ، تصر قيادات الشرعية الإمساك بسلطة مجردة من كل شيء .
على ماذا يدور الاقتتال في شبوة ؟ وهل توقف مجلس القيادة الرئاسي الممثل للشرعية قليلا للتفكر بعواقب ما يجري ؟ هل نسي أعضاء المجلس أن الحوثي مازال جاثما على كل شيء ؟ هل نسوا أن الحوثي هو الذي يقرر مصير الجميع ويتحكم بمجريات الحرب والسلم ولقمة العيش ويضع مستقبل الجميع تحت سكينة الذبح ؟ مالذي دهاهم لأن يخوضوا في دماء اليمنيين ويتركون العدو الرئيسي يتربص بالجميع ؟
حينما هرب اليمنيون إلى الشرعية لم يهربوا ليموتوا برصاصها الذي يقتلهم ويحمي عدوهم..كانوا يهربون من رمضاء العنصرية واحتكار السلطة وعقم الحل السلمي واستغلاق أفق الحوار ، ولم يكونوا يعلمون أنهم يهربون من الرمضاء إلى النار .
إذا كانت الشرعية تعني الصراع على السلطة ، فإنني أدعو إلى تصفية السلطة المقتتل عليها بدل تصفية الشعب اليمني ، وعندها لن يستفيد أحد من هذه الشرعية التي تقام على دماء وأشلاء شعبها ، فالشرعية في الأصل مشلولة وغير فاعلة ومغتصبة على يد السعودية والإمارات وتصفيتها قد يخلص الشعب اليمني بكلفة أقل من بقائها الذي تستفيد منه السعودية والإمارات اللتان جعلتا من الشرعية شاهد زور أو فزاعة تختبئان ورائها وتدفعان بها إلى الواجهة لتخفف عنهما الالتزام بما عليهما كدولتي احتلال .
أصبحت الشرعية مجرد أداة في سياسة المحاور في المنطقة ووسيلة جرى الإيقاع بها لتتحول إلى أداة ملوثة ، لقد سقطت في الفخ ، وتصفيتها الآن بدأت في أنها أطلقت النار على نفسها وارتكبت جريمة قتل شعبها حين فضلت الإمساك بكرسي سلطة تلتزم بعدم مقاتلة الحوثي وتفتح النار على شعبها ، فبئست النهاية وبئست النوايا وبئس المصير الذي آلت إليه .
لقد وقع الشعب اليمني بين طرفين ، أحدهما يريد بيعه إلى تسوية غير عادلة مع عصابة الحوثي الإرهابية وآخر يسوقه إلى قتال لا يبدأ بالحوثي ولن ينتهي إليه ، ويغيب عن هذين الطرفين الطرف الثالث الذي أكل من خيرات البلد وتعلم على حسابها وكأن ما أكله كان سحتا وما تعلمه كان جهلا ، فتركت البلاد لإيران ومليشياتها وللإمارات والسعودية ومليشياتهما ، الجميع يستبيحها ويعبث بسيادتها .