أحاول في هذه التغريدات البحث حول فرص نجاح المجلس الرئاسي اليمني المستحدث، بعد ثلاثة أسابيع من تشكيله بالنظر إلى الظروف المحيطة به سواء ما يتعلق بأعضائه أو الدول الداعمة أو الإشكاليات التي سيواجهها.
مر ت ثلاثة أسابيع تقريبا على إعلان الرئيس عبدربه منصور هادي المفاجئ تفويض أو نقل سلطاته إلى مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي وعضوية سبعة أشخاص أقل ما يمكن أن يقال عن بعضهم إنهم قادة مليشيا ولا شيء آخر له علاقة بشكل دولة أو شيء من هذا القبيل.
شيء واحد قد يجمع الثمانية وهو أن النصف منهم فريق السعودية والنصف الآخر فريق الإمارات وهو ما يعود بالأزمة إلى جذورها وهي التدخل الخارجي المستمر في اليمن الذي لن يفضي إلا إلى تشرذم وانقسامات قد تؤول بالبلد إلى التجزئة والتفكك.
وبغض النظر عن التسميات والأسماء أولا وعن الطريقة التي تمت بها الهندسة الغامضة والتي كان من الواضح أنها طبخة مفصلة على مقاس حاجة السعودية للخروج من الحرب التي استغرقت ثمان سنوات حتى الآن دون أن تحقق أيا من أهدافها، بل إنها وجدت نفسها محاطة بالخسارة من كل مكان في ظل تفوق محور إيران
والحوثيين الذين تمكنوا من تهديدها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وهو ما قوض استقرارها الاقتصادي ومشاريعها المعلنة وخطط ولي العهد السعودي.
بحسب تقص قمت به استغرق أياما فإن ما نشر في السوشيال ميديا حول الطريقة المسرحية التي تم بها الضغط على الأحزاب اليمنية والرئيس هادي ونائبه علي محسن في أحد القصور الملكية كانت صحيحة، وقد وصلت إلى شهادات ومصادر متعددة تتحدث عن ذلك، مع تضارب في بعض التفاصيل، وهو شيء يصيب المرء بالذهول، وقد تم ذلك بشكل سري دون أن يعرف أي من الأشخاص المعنيين شيئا من ذلك فلم يكن أحد مطلع على تلك الهندسة إلا عندما سمعها في القصر الذي تمت فيه العملية التي كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حاضرا رئيسا فيها كما أكدت صحف غربية ومصادر كثيرة.
وقعت الأحزاب بعد معارضة من لا يستطيع المعارضة للأسلوب الذي تمت من خلاله العملية القيصرية كما وصفها أحد المنافحين عنها وخرج بعض الموقعين يقولون بالحرف إن ما تم كان جيدا.
ومتوافقا مع ما يريدون ويتهامسون فيما بينهم بذلك رغم أن ما حدث كان مهينا للكرامة الشخصية وقبلها الكرامة الوطنية وانتهاك لسيادة اليمن وتفريط بها لكن ماذا يمكن أن يفعل المقيمون في فنادق الرياض منذ ثمانية أعوام؟!
الطبخة الأخيرة التي أعادت هندسة الشرعية بتحالفها يراد لها أن تنجح وقد حشدت لها السعودية الدعم السياسي والاقتصادي والإعلامي تحت مبررات كثيرة بينها ضيق المكونات السياسية اليمنية بالرئيس وحاجة الحرب إلى متغير جديد بعد ثمان سنوات من الفشل وقد وجد ذلك رضا وقبولا واسعا من طيف غير قليل من الشخصيات اليمنية التي وجدت نفسها مقصية من العمل الحكومي ومستبعدة من اللقاء بالرئيس هادي الذي ترك جزءا كبير من إدارة شؤونه وشؤون الرئاسة لأبنائه كما تقول كثير من المصادر وامتنع عن إدارة شؤون الحكم.
الآن وقد عاد الجميع إلى عدن وأدوا يمينا دستورية أمام البرلمان المتوقف عن العمل منذ سنوات وبدأت لجنة التشاور والمصالحة في اجتماعاتها وبذات الطريقة التي تم بها الإعلان الرئاسي تم أيضا الإعلان عن هيئة رئاسة لجنة التشاور والمصالحة بالتفويض.
لا جدال أن اليمنيين يبحثون عن نافذة للأمل والسلام بعد ثمان سنوات من الموت والدمار والفشل.
لكن السؤال هنا هل يكون طوق النجاة مرسوما بيد ذات النخبة والدول التي أدارت الحرب خلال السنوات الماضية وهل يعقل أن تتمكن نفس الأدوات التي فشلت في ثمان سنوات من إدارة المسألة برمتها والتقدم خطوة واحدة نحو الأمام؟!
شخصيا أشك في ذلك، لكن لن أمنع المتفائلين من تفاؤلهم وليس علينا أن ندخل جميعا في حملة التكاذب والرومانسية المدفوعة والمجانية.
*المقال عبارة عن سلسلة تغريدات للكاتب على حسابه في تويتر.