(س ) من الناس ولن أذكر اسمه هنا لمعالجة الفكرة وعدم التشويش، صرح في عدة منصات تلفزيونية واجتماعية خلال الأشهر الماضية قائلا :إن من ارتكب جمعة الكرامة طرف ثالث وأنه يرجح ذلك وأن رأس النظام في ذلك الوقت صان دماء اليمنيين مستشهدا بأنه كان يجول اليمن في ذلك الوقت ولم يتعرض له أحد، وهذا غير صحيح بالأساس لأن السلطة في ذلك الوقت لاحقت وسجنت وقتلت الكثيرين والشهود والشواهد كثير.
ولا أدري كيف نسي أن وجود دولة مسؤولة يعني في المقام الأول التزامها بحماية الشعب من الطرف الثالث ومعرفة المتسبب في قتل الجماهير وليس فقط حمايتهم وعدم قتلهم .
الأمر الآخر إن تبرئة السلطة أية سلطة في هذا العالم وعدم الشك بها وخلق الأعذار لها هو عمل خياني لكونك إنسان ناهيك عن كونك مثقف أو واعظ أو مواطن صالح لأن الأصل طرح الأسئلة على السلطة والشك بها وليس الإذعان لها وخلق الأعذار والتبريرات بسبب ومن دون سبب مع العلم أنها سلطة فاسدة ومستبدة وتاريخها مليء بقتل المعارضين والمتحالفين وكانت تجاهر بكراهية الديمقراطية والتعددية والثورة والمصلحين بمختلف أطيافهم وقتلهم والتفاخر بذلك في وسائل إعلامها.
إن الدفاع عن السلطة هو تماه مع إفعالها ناهيك عن أن يكون ذلك في مسائل قانونية أو جنائية ولست في موقع يخولك الحكم أو التقاضي لإصدار الإحكام أو الدفاع عن المتهم أو كونك نيابة عامة أو محاميا أو صاحب سلطة تمنحك حق قراءة الاحتمالات والأدلة والحكم عليها.
في هذا الزمن الذي يعج بمواقع التواصل الاجتماعي لم يعد بإمكانك تسمية ما تقوله في وسائل الإعلام فيما يخص قضايا حقوق الناس المدنية والجنائية بأنه رأي في قضايا عامة فالإعلام والسوشل ميديا أصبح جزءا من تغيير السلوك القضائي والسياسي لأنها وسائل بالغة التأثير على سلوك الأفراد بمستوى طبقاتهم ومهنهم ناهيك عن تأثيرها المعروف على المزاج العام .
الحديث في هكذا قضايا معلومة بالوقائع والشهود والضحايا والمتهمين ليس رأيا في وسائل الإعلام تقوله وتذهب دونما التفات وإنما شهادة وتكون شهادة زور عندما لا تكون مخولا بالتقاضي أو إصدار الإحكام .
تحت أي مبرر كالحفاظ على وحدة الهدف والمشروع والاصطفاف الوطني لا يمكن جز الأحداث من سياقها والذهاب لترويج مقولات معينة معلبة بهدف منح أطراف استثمارها لأغراض معروفه وتشويش الرأي العام بمقولات لست مخولا بالدفاع عنها في أكثر من موقف ومنصة .