إن شباب الثورة مكثوا في ساحات التغير والحرية، وتظاهروا لأكثر من ثلاثة عشر شهراً، استشهد جراء تظاهراتهم السلمية ما يزيد عن (2000)، وجُرح ما يزيد عن (22000) ثائر، وأعتقل أو اختطف أكثر من (1000) متظاهر؛ إضافة إلى تعرض بعضهم للتعذيب بحسب بعض المصادر المنشورة والتي قد تكون أقل بكثير من الواقع الذي حصل!؛ ومع ذلك لم يحاكموا صالح، وعندما اختلف هو مع الحوثي وهو متحالف معهم صفوه على الفور يا مؤتمرين، ولم يسمحوا لكم حتى السير بجنازة تليق برئيس سابق، بل لم يعرف أنه دفن من عدمه لحد الآن!
الشباب اليمني المسالم خرج للشارع في البداية للأسباب المعروفة، والمتمثلة بتردي الأوضاع السياسية والاقتصادية فقط ندما شارفت الدولة على الانهيار؛ حيث انتشر الفساد والبطالة والفقر، إذ بلغت نسبة البطالة 35 % على الأقل. وتشير مصادر الأمم المتحدة إلى أن 32 % من السكان كانوا يفتقرون إلى "الأمن الغذائي" بينما 12 % منهم كانوا يعانون من "نقص غذائي حاد". وعاش نحو 40 % من سكان البلاد تحت خط الفقر (أقل من دولارين في اليوم الواحد). ولمّا لم يفهم النظام هذه المطالب وتمادى بالقتل. تطورت المطالب بعد ذلك الى المطالبة بالرحيل؛ ثم الشعب يريد اسقاط النظام!؛ إذا لما كل هذا التحامل على ثورة شباب خرجوا مطالبين بالإصلاح السياسي والاقتصادي والدستوري وتحقيق الديمقراطية!؛ ألا ترون كيف صار الوضع بعد نكبة سبتمبر والتي كنتم جزءً من ذلك بالبداية ولا يزال كثيركم في ذلك ... أصبح اليمنيون يعيشون مجاعة واسعة النطاق، والوضع صار يهدد أرواح الملايين، حيث يشرف عشرات آلاف اليمنيين على الموت جوعا في ظل أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وتشير أحدث التقديرات إلى أن الجوع اشتد في المناطق المتضررة من الصراع. ويحتاج ما يقرب من21 مليون شخص، أي أكثر من 66 % من إجمالي عدد السكان، إلى مساعدات إنسانية وحماية. وعانى حوالي 2.3 مليون طفل تحت سن الخامسة في اليمن من سوء التغذية الوخيم مطلع العام الماضي. ومن بين هؤلاء الأطفال حوالي 400 ألف طفل كان معظمهم مهددا بالموت إذا لم يتلقى العلاج بصورة عاجلة. الأرقام تشير إلى أعلى معدلات لسوء التغذية الحاد الوخيم في اليمن حصلت عقب انقلاب الحوثين في نهاية العام 2014.
لقد حققت ثورة فبراير استقراراً في سعر صرف العملة حتى2014 م، حيث كان سعر الدولار 215 ريال يمني والسعودي 58 ريال يمني. وكانت حكومة باسندوة قد وضعت اللبنة الأولى بتعديلها لاتفاقية الغاز مع كوريا الجنوبية، واستعادت موانئ عدن من الإمارات؛ وربما هذا الفعل الشجاع كان له ثمن باهض؛ ليس على حكومة باسندوة، وانما على اليمن بأكمله "الأرض والانسان". فقام الحوثيون بانقلابهم بحجة الحمية والفزعة ضد الجرعة وتحالف معهم الرئيس السابق وانصاره مع كل آسف، حيث رحب بهم وفتح لهم العاصمة؛ دخلوها حفاة عراة كما قال هو عنهم في أحد خطاباته، تمسكنوا حتى تمكنوا فنهبو البنك المركزي، وصادروا الممتلكات وأحرموا الموظفين والجيش من رواتبهم وأفقروا الشعب، وظلموا أكثر من سبع سنوات عجاف كما قال صالح نفسه الذي كان متحالف معهم ،قال حاولنا معهم ألا يقوضوا الديمقراطية ويعلنون الطوارئ، رغم ان الحلاب هي طوارئ كما قال ،حاولنا معهم لعل وعسى، كي يتناسوا الماضي حسب زعمه، لكنهم هم، هم !؛ هؤلاء لا يؤمنون بالديمقراطية ولا بالحزبية، هؤلاء يومنون فقط بولاية الفقيه. إن ظلمهم قد تجاوز ما ظلمه اجدادهم في عهد الامام يحي الامام احمد مجتمعين وفقط بثلاث سنوات عقب انقلابهم دمروا كل شيء.. أيها المؤتمرين لا ننسى أن أذكركم بما قاله صالح أن الحوثين كانوا هم السبب وراء تدخل الحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية!؛نعم!؛ الحوثة أرجعوا اليمن للوراء لعقود. هذه حقائق يا حاقدين على فبراير التي أسهمت برحيل صالح، ولم تحقدوا على قاتلكم ومهينكم ومهين كل اليمنين الفعلي؛ انه الحوثي يا هؤلاء !؛
.. الحوثة.. اصحاب نكبة21 سبتمبر.. نهبوا احتياطي البنك المركزي، وفجروا حربا طاحنة، قتلت وجوعت اليمنيين و شردتهم، و تم اقتحام المحافظات بالقوة، وسخروا كل موارد الدولة لهم ولمشرفيهم، ليخفوا السيولة النقدية، ويمنعوا التعامل بالطبعة الجديدة، وليصل الدولار في عهدهم إلى أكثر من 1600 ريال/دولار؛ والسعودي إلى أكثر من 400 ريال / ريال السعودي.. هذا هو نتيجة 21 سبتمبر وتحالف المؤتمر م المنقلبين؛ وهكذا تخلصوا من رجالات الدولة والقيادات العسكرية إلى أن وصلوا الى "داره"، ولم يحترموا تعهدهم وتحالفهم معه، مما اضطره ليناشدكم بالثورة ... فقال: ثوروا ... ثوروا...ثوروا.. ودعا صالح الشعب اليمني وانصاره قبيل قتله بساعات، دعاهم الى انتفاضة ضد الحوثين وألا يسمحوا للحوثي بأن يكون على رأس السلطة؛ وكما قال أيضا في مقابلة مع روسيا اليوم ان الرئيس هادي هو رئيس شرعي والمؤتمر وحلفاؤه معه الى أن يخرج اليمن الى بر الأمان!؛ فهل أيها الكتبة التابعين للمؤتمر؛ أنتم كالحوثين تخذلون صالح وتبحثون عن عدو غير الذي عرفكم به ودعاكم الى الثورة ضده، فقط جندتم أنفسكم للتخادم مع الحوثي لاستعداء ثورة فبراير؛ وتركتم نكبة سبتمبر التي قتلت بدم مأرب زعيمكم؛ فبراير وما آلت إليه أعطت هذا الزعيم الحصانة، ولم تقتله ولم تحاكمه حتى رغم تغوله ونظامه على الثوار؛ أختم.. حقا أن من يعادي فبراير لا يستحي! #تحية_لثورة_11_فبراير_في_ذكراها_11