من يتوقع أن يحسم معركة اليمن بانفصاليي الجنوب فهو واهم أو جاهل بديموغرافية اليمن وعناصر قوته ولتفهم أكثر لو رفع التحالف الغطاء عن انفصالي الجنوب لذابوا في ساعات فكيف لو وقف ضدهم ؟ ولو وقف التحالف ضد الشمال ككل ومن معه من وحدويي الجنوب فلن ينكسر الشمال ولو استمرت الحرب 100 عام.
لذا فإن صراخ أبواق الاعلام لدينا بأن " الجنوبيين - وأعني هنا الانفصاليين " حليف سيكسب المعركة واستعداءهم المستفز للشمال لا يعدو كونه مجرد هياط وانتفاشة سرعان ما تتبخر ويعرفوا جهلهم وغباءهم وإن كنا مع الأسف ندفع ثمن حماقة هذا التفكير.
اقرأوا التاريخ جيدا وستعرفون أن بريطانيا احتلت الخاصرة الرخوة " الجنوب " بسفينة تجارة ومكثت 129 عاما وفي أوج قوتها واستعمارها عجزت عن احتلال شمال اليمن وانكسرت في مناطقه الوسطى ورضخت لاتفاقية إمام اليمن آنذاك بل ومنحته امتيازات في عدن رغم وقوعها تحت سيطرتها تجنبا لإزعاجها.
هذا ليس تقليلا من جسارة شرفاء الجنوب ولكن رأس اليمن وقلبه في شماله ووسطه ويستمد جنوبه القوة من ارتباطه بالقلب والرأس وبدون ذلك يصبح في مهب الريح، ولم تتفجر ثورة أكتوبر ضد المستعمر البريطاني في جنوب اليمن في الستينات إلا بعد ارتباطها بعمق القوة في وسط اليمن و شماله.
يتراقص بعض الأبواق #المدرهمين على انتصارات " تشكيلات جنوبية " في مديريات صغيرة في شبوة جنوب اليمن ويعتقدون أن صنعاء باتت في مرمى العين بهذه التشكيلات و سيفيق هؤلاء الأغبياء من نومهم مع أول اختبار حقيقي في وسط وشمال اليمن وسيكتشفون كم كانوا أغبياء في تصوراتهم.
ما سبق ليس تحليلا مناطقيا بل هو تشخيص واقعي لطبيعة اليمن الهدف منه أن نصل إلى ضرورة تغيير خطاب الحرب و ضرورة تغيير استراتيجية التفكير وكيفية كسب اليمن كدولة فاعلة في الخليج ومفتاح الحل يبدأ من لجم أبواق الحليفة وأذيالها الذين ينفخون في تمزيق اليمن وتقسيمه وكأنه تركة "أبوهم ".
إن أبواق الانفصال في اعلامنا من #المدرهمين بترويجهم لانفصال جنوب اليمن يستعدون بهذا قلب اليمن ورأسه ولا يقلل أحد من الخطاب الإعلامي فالمعركة في أساسها لها أخلاقيات ومبادئ وقيم إذا فقدتها فقدت المعركة على الأرض ولو امتلك أحدث الترسانة العسكرية.
إننا عندما نحذر من سياسة الإمارات في حرف بوصلة الحرب ودعم انفصاليي جنوب اليمن وتشكيل ميليشيات انتقالية ضد وحدة اليمن وترابه وتحويلهم الى شركات أمنية لمصلحتها لا ننطلق من عداء شخصي لها بل هو إدراك مسؤول بأنها بهذه السياسة تعيق الأهداف وما طول الحرب الا انعكاس لسياستها.
عندما يتم استيعاب كل مكونات الشمال والجنوب ضد هدف وحيد و محدد وهو الانقلاب الحوثي ستكسب المعركة عندما تحترم سيادة اليمن ووحدته ورايته واستقلاله من سقطرى الى المهرة الى شبوة، وعندما تعمل على التنمية وتمكين سلطة شرعية واحدة ستتقدم في كل الأصعدة وبدون ذلك مزيد من الاستنزاف والتيه.
*تغريدات من حساب الكاتب في تويتر