تصلني يوميا مئات الرسائل من داخل اليمن وخارجها تطلب مني إبلاغ بن دغر وجباري بسرعة تشكيل الاتحاد الوطني لإنقاذ اليمن ، قال أحدهم في رسالته : "تعد المرحلة التي تعيشها اليمن حاليا من أخطر المراحل على الإطلاق، فهي تعيش حالة تفكك وتباعد بين مكونات النسيج الوطني، هناك سلسلة تغيرات ملموسة على الأرض ، وأخرى تتكرس في ثقافة الناس اليومية، وستصبح مع مرور الأيام مسلمات يفرضها الواقع وتفرضها المليشيات المسيطرة".
وقال آخر إننا بحاجة إلى سرعة التكوين ، لأن التحولات التي تجري تتعارض مع المشروع الوطني اليمني الذي يشكل مخرجا حقيقيا لجميع اليمنيين، وهو ما أشارت إليه دعوة بن دغر وجباري، لأن المشروع الوطني هو الملاذ الآمن لمواجهة الهويات العنصرية والمناطقية، في ظل صراع إقليمي على اليمن استهتر بحقوق اليمنيين وتطلعاتهم .
رسالة أخرى ، تقول : تشكيل اتحاد وطني، سيجنب اليمن ذلك السطو على مقدراتها وعلى قرارها السيادي وسيحد من التعبئة المذهبية والمناطقية التي بدأت تحدث تغيرات بنيوية وتدفع بمزيد من المقاتلين إلى الجبهات لإسقاط النظام الجمهوري والوحدة .
رسالة أخرى ، ذهبت إلى أن تشكيل كيان وطني واسع يضم اليمنيين جميعا ، سيحد من تغول الانقلابيين ومن المليشيات التي تتبع تحالف دعم الشرعية في سيطرتها على مؤسسات الدولة والتي تنتهك كل يوم حريات الناس وتستنزف طاقاتهم وتتلاعب بأرزاقهم وتلزمهم بدفع الإتاوات وتضع يدها على الضرائب والجمارك ولا تنفق شيئا على البنية التحتية ، خاصة الطرقات وخدمات الماء والكهرباء والرعاية الصحية .
وفي إحدى الرسائل تطرق صاحبها إلى الثنائيات الخطيرة التي تشكلت على الأرض وأخطرها ثنائية التعليم والمناهج المختلفة التي تعطي مؤشرا واضحا بأن المستقبل سيشهد إنقساما حادا بتوجهات طائفية ومناطقية ، وهذا سيؤدي مستقبلا إلى كوارث تربوية تعليمية ، كما سيساهم في ترسيخ مفاهيم وتصورات لن تساهم في إعداد المواطنين الفاعلين الذين يؤمنون بإمكانية العيش المشترك .
كانت هناك رسالة لافتة للنظر ، حيث قال صاحبها ، لا تنتظروا كثيرا ، وإلا ستكونون مثل الشرعية التي تنتظر التوافقات الدولية بين السعودية وإيران ، وهي لا تدرك بأن اليمنيين هم الذين يدفعون الثمن منذ سبع سنوات ، فأنتم بحاجة إلى تحرك سريع من أجل اليمنيين الذين مازالوا يؤمنون بالمشروع الوطني اليمني القائم على العيش المشترك .
وفي رسالة أخرى ، قال صاحبها : إذا أردتم أن تنجحوا ، فعليكم ألا تعولوا على المشاريع العابرة للحدود سواء كانت قومية أو دينية ، فقد أثبتت التجارب المريرة عدم جدواها ، بل إنها أضرت كثيرا باليمن واليمنيين وأقامت بينهم الحواجز النفسية والمادية وجعلتهم أدوات في حسابات الآخرين الذين يستخدمون اليمن ساحة لتمرير مصالحهم ، أو سوقا لعقد الصفقات مع الدول الأخرى ، بعيدا عن مصالح اليمنيين .
أخترت بعضا من هذه الرسائل التي خلاصتها تقول : لن ينقذ اليمن أحد سوى اليمنيين أنفسهم ، لذلك عليهم أن يضعوا مصلحة بلدهم في مقدمة أهدافهم وتطلعاتهم ، وعليهم أن يلتفوا حول مشروع وطني جامع يحقق العدالة السياسية من خلال الانتخابات والعدالة الاقتصادية من خلال توزيع الثروات .