أرسل لي أحد الأصدقاء بيانا مذيلا باسم قيادة المؤتمر الشعبي العام والأمانة العامة ، فحاولت أن أبحث عن مرجعية لهذه القيادات وأمانتها العامة ، فلم أجد من خلال لغة البيان إلا أن مرجعية هذه القيادات هي الرياض ، ولو جمعنا هذه القيادات مع الأمانة العامة يصل مجموعهم إلى ستة أشخاص ناقصا منهم الدكتور أحمد بن دغر الذي كان البيان موجها إليه ورافضا لبيانه وداعيا له بأن يلتزم بالإجراءات التي يحددها النظام الداخلي للمؤتمر وهيئاته .
أسرف بيان الخمسة الذين يتحدثون باسم المؤتمر ويتقاسمون غنائمه المالية والسياسية في مديح تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودعمه للحكومة والجيش الوطني في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وحذروا من الإساءة للتحالف وأن ذلك يشكل خدمة للانقلاب الحوثي المدعوم من إيران .
خمسة يجملون القبح ويستخدمون الكذب حبوبا مخدرة من أجل السكوت والانتظار ولا يحاسبون على هذا الكذب ، فمن الذي لم يلتزم بالإجراءات التي حددها النظام الداخلي ، بن دغر الذي أصدر بيانا يدق ناقوس الخطر محذرا من الوضع الذي وصلت إليه البلاد ، أم أنتم الذين بعتم حصة المؤتمر من المواقع القيادية داخل الشرعية وحولتم المؤتمر إلى ملكية يتقاسمها خمسة أدمنوا البيع والشراء .
أما دعم التحالف للشرعية وحكومتها وجيشها الوطني سياسيا واقتصاديا وعسكريا ، يؤكده قيمة الريال مقابل الدولار ويؤكده منع تسليح الجيش بالسلاح الذي يحسم به المعركة ويؤكده اتفاق الرياض الذي مضى عليه أكثر من عامين ونصف ولم ينجز حتى الآن ويؤكده احتلال منشأة بلحاف ومنع تصدير الغاز وتصدير ثرواتنا النفطية وإنشاء مليشيات تتحكم بمصادر الدخل على حساب خزينة الدولة .
أما الحوثي فهو يعيش أفضل أيامه لوجود أمثالكم ولتعطيل كل الجبهات التي عطلها التحالف بتقييده للجيش الوطني والمقاومة الشعبية ، ونتيجة لذلك تركت الفرصة للحوثي يحشد كل قواته إلى جبهة مأرب بكل أريحية ، إن تخفيف آلام اليمنيين لا يندرج في قائمة أولوياتكم وإلا لما كذبتم على أنفسكم وعلى الشرعية والتحالف ولما جعلتم المؤتمر الذي تصل قواعده إلى أكثر من ستة ملايين عضو محصورا على خمسة كل رأس مالهم الانبطاح بأي ثمن للتحالف الذي يفترض أن تجمعنا به مصالح البلدين وليس مصالح أشخاص لا يملكون سوى أنفسهم .
هل تنكرون أن التحالف انتهى إلى طريق مسدود وأن معاركه قادت اليمن إلى معارك مختلفة ، إذا كنتم أنتم تنكرون ذلك ، فالتحالف لا ينكر ذلك ، أجد نفسي حزينا عليكم وعلى الوضع الذي أوصلتم أنفسكم إليه ، فدائما القادة الواثقون من أنفسهم يوسعون الدائرة من حولهم لكي يكبروا ، ولأنكم صغارا وستظلون كذلك لأنكم كذلك ، فأيهما تجاوز اللوائح والأنظمة ، بيان بن دغر الذي دعا كل أبناء الوطن إلى تحالف منقذ يستمد أهدافه ومبادئه من مبادئ وقيم الثورة والجمهورية ، أم بيانكم الذي يدعو إلى الحفاظ على مكاسب الخمسة ويظلل الرأي العام اعتقادا منه أن الرأي العام لا يفقه حقيقتكم .