قبل سبع سنوات كان رهان صالح يقوم على مط حلفاءه الحوثيين إلى عدن والجنوب ، ومن ثم تركع أمامه السعودية وتقول له : أنت المنقذ ما ذلحين ! انقذنا وامسك البلاد وخلصنا من مخاوفنا!
لكن السعودية ، التي خططت وشاركت في ايصال اليمن إلى حالة اللادولة ، لم تفعل ذلك لكي تعيد الثقة بالوكيل القديم وتمدد في صلاحيته ، وانما كانت مستعدة للخطوة التالية : إستهداف اليمن بشكل مباشر ، بكل أبعادها ؛ وقواها ، بنيتها التحتية ، مجتمعها ، وجودها ، وكل ما فيها ، ومن فيها.
الآن ، لم يعد بإمكان طارق حتى أن يكرر حالة عمه ، هزليا هذه المرة.
هو يفعلها كأداة ، لا كصاحب قرار. يفعلها ، لأن مستخدمه الإماراتي يريده أن يقوم بهذا الدور.
يفعلها بالوكالة ، في ظل معطيات أسوء بكثير، بعد سبع سنوات من التدمير والإنهاك والإستنزاف ، وقد تناثرت أشلاء اليمن بين أدوات إستذئابية ، هو أحد مكوناتها.
يريد ان يقول لنا ، أنه سيكون البديل في مرحلة ما بعد مأرب. البديل ، للسعودية والإمارات ، والبديل الوهمي لمجتمع يائس وتم انهاكه واستنزافه حتى الثمالة!!
وبعيدا عن الشغل الدعائي ، وما يراد ترويجه ، الحقيقة مختلفة تماما.
الواقع يقول ان الامارات لن تستطيع الدفاع عن " مكاسبها " في اليمن ، إلا بتغيير الإسطوانة.
الحقيقة تقول ان الإمارات ، ومن خلفها السعودية ، ليس بإمكانهم الدفاع عن مشروع تقسيم اليمن ، والأدوات المستخدمة لهذا الغرض ، بنفس الطريقة السابقة.
ليس بإمكانهم الدفاع عن تقسيم اليمن جهارا نهارا في مرحلة مابعد مأرب. وليس بإمكانهم الوقوف تحت يافطة التقسيم ، وقد انكشفت الاوراق كلها وحانت لحظة الحقيقة.
ولذلك ؛ يريدون ان يحافظوا على أدواتهم ، وإستمرارية نفاذ مشروع التجزئة والتقسيم ، عبر ابراز الإنتقالي وطارق كمنقذين للشرعية ، التي كانوا أحد ادوات اضعافها.
لقد انتهى دور المسؤولين الضعفاء الخونة ، بالنسبة للتحالف " هادي ومحسن وبقية التشكيلة المهترئة الفاشلة والمتواطئة والخائنة " .
اذن ، لما لا يقدم الانتقالي وطارق كمنقذين للشرعية ، بينما يكون الهدف هو تثبيت الخارطة التي رسمها التحالف ؟. خارطة التقسيم ، الاحتفاظ بالجزر والسواحل ومناطق الثروات النفطية والغازية ، وتثبيت مكونين او ثلاثة في الجنوب تحت رعاية المنفذ المباشر " الإمارات "، واستخدام طارق كحاجز بين الخارطة المبتغاة جنوبا ، ومناطق كثافة سكانية في الشمال لا ضير ان تترك للحوثيين ، مع الضغط عليهم حتى لا يفكروا بالمضي أبعد من مأرب ، مع الاحتفاظ بمنطقة النفط والغاز في يد التحالف؟!
أليس هذا السيناريو هو الأقرب لقراءة ما يضمره تحالف متآمر وطامع باليمن وثرواتها وجزرها ونفطها وغازها ؟!
قبل سبع سنوات كان رهان صالح هو مط حلفاءه الى الجنوب.
واليوم ، رهان مشغلي طارق هو إستخدامه ضمن أدوات أخرى لإيقاف تمددهم بالجنوب ، بعد ان تمكنت الامارات من ايجاد أدواتها هناك ، ووضعت خارطة التقسيم موضع التنفيذ.
وفي كلا الحالين ، سيثبت خطل الرهانات الإنتقامية. وهي رهانات لا يسلم من تبعاتها ، حتى أولئك الذين اعتقدوا انهم يستعيدون " سلطتهم "عبرها !