قال لي وهو يخاطبني ، إنه لم يعد ينتظر من الرئيس رفع العلم في مران ، بل يريد منه أن يدعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى إنهاء دور التحالف الذي أصبح شريكا حقيقيا في تدمير الدولة وتمكين الحوثي من الانقضاض على مؤسسات الدولة واستكمال زراعة الكراهية بين اليمنيين ، فبقاء التحالف ، كما قال يساعد الحوثي على التجنيد وقسر الناس بالقوة إلى الجبهات تحت ذريعة مواجهة العدوان .
وأضاف في رسالته أنه لم يحب حكومة يمنية ، مثلما أحب حكومة معين عبد الملك الأولى والثانية ، فهو معجب بمعين ، كما قال لأنه رئيس الحكومة الوحيد في العالم الذي يقود حكومة بلاده وهي في حالة حرب ولا علاقة له بالشأن العسكري أو السياسي وكل همه هو الاقتصاد ، وكل إنجازاته أن الدولار وصل إلى 1500 ريال ، بينما الدولار في مناطق الانقلابيين 600 ريال ، فقد وضعنا معين في مهرجان كوميدي لم نكن نحلم بأفضل منه .
ولا يقل إعجابي بوزير الإعلام الذي عطل جيشا من الإعلاميين المتخصصين وترك وزارته لاثنين من وكلائه يطفحون بالبذاءة وينتصرون للإمارات ، حتى قال أحدهم إن الإمارات تضحي بدم أبنائها من أجلنا ، وقد رأينا كيف ضحت الإمارات من أجلنا في سقطرى وعدن وبلحاف وحضرموت ، وزاد إعجابي بوزير الخارجية وهو يزرع شجرة الصداقة في بلغراد أثناء حضوره مؤتمر دول عدم الانحياز في الوقت الذي لم يعد لدينا دولة .
أما رئيس مجلس النواب فأنا من أشد المعجبين به ، فهو من كثرة تحركاته لإيجاد حل للأزمة اليمنية لم يجد وقتا لتناول الطعام فيقتات على السندويشات ، بدليل أنه أصبح رشيقا ولم يعد لديه كرش ، ويزداد إعجابي برئيس الوزراء القادم من عالم الاستعراض الترفيهي ووزير خارجيته الذي يجوب أوروبا مبشرا بالسلام مع الحوثي الذي يمسك بفتيل خزان صافر ويهاجم مأرب بكل أنواع الأسلحة ، لايهم أن يكون الحوثي قد وعد الأمم المتحدة عشرات المرات بالسماح لفريقها بمعاينة الخزان وإصلاحه ، فزراعة شجرة الصداقة ستقي اليمنيين من كارثة خزان صافر ، ولا يهم أن يذكر وزير الخارجية المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه اليمن وتحديدا التزاماته بتأمين خزان صافر ، فالأهم هو أن يلوك مفردة السلام في الوقت الذي تمارس عصابة الحوثي الإرهابية كل أنواع جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية .
ولا يقل إعجابي بالتحالف العربي الذي وعدنا قبل سبع سنوات بأنه سيحررنا من إيران وبعد ذلك أوصل إيرلو إلى صنعاء بدلا من هادي ويزداد هوسي بالتحالف حينما أحاول معرفة الطريقة التي مكنت رعاة اتفاق الرياض من تجميع هذا الرهط من الوزراء وبعد طول تفكير وكثرة تحريات وجدت أن قادة الرياض وأبو ظبي يحبون اليمن مثل حبهم للكبسة البخارية .
وأنهى صاحب الرسالة رسالته بالقول : كل الذين كانوا بالأمس في السلطة أعزاء ، أصبحوا في المنفى أذلاء ، يحرسون ملياراتهم التي اقتطعوها من عرق الشعب اليمني وارتضوا بالمنفى وطنا لهم ، لا يتشبثون بشيء قدر تشبثهم بذلهم ، فأحدهم احتفل بمرور سنوات على قصف التحالف لمنزله ونسى وطنا بكامله في قبضة الإمامة وذرف دموعها على مجموعة أحجار ولم يذرف دموعه على عمه وآخر أنفق من ماله على إسقاط الدولة وتمنع عن فعل ذلك لإسقاط الانقلاب ،ولو انفق هؤلاء على تشكيل جبهة وطنية لإنقاذ اليمن خمس ما يأخذه الحوثي من أموالهم لحرروا اليمن في بضعة شهور ، المواطن المزروع في أرضه المتشبث بهويته يقاتل في مأرب ويصد الصواريخ بصدره العاري ، بينما هؤلاء يتشبثون بالصمت خوفا على ماتبقى لهم من ممتلكات تحت سيطرة الحوثي ، فهل آن لمن ينتظر من هؤلاء أن يحرروا الوطن ، أن يبحث له عن محررين آخرين من بين صفوفه لم تذلهم الأموال بعد ولم يجبنوا عن قول الحق ؟
تلك كانت رسالته نقلتها للقارئ الكريم كما وردت .