لماذا الثورة على الرئيس صالح؟
ولماذا نرفض التفاهة الحوثية بتقسيم الناس إلى درجات (أصول وفسول)..
كانت الثورة ضد نظام صالح بسبب سياسة التوريث ومحاباة القبيلة (خصوصا سنحان مسقط رأسه ) وممارسة الفساد ..
ولم تحقق الثورة هدف إزالة التوريث ولم تخلص المواطنين من الفساد .. بسبب الانقلاب والحرب والتدخل الخارجي ..
مع ملاحظة الفرق بين نوعين من التوريث ..
الأول: توريث قابل للإزالة مثل نظام صالح ..وقد تم ..
والثاني: توريث غير قابل للإزالة مثل نظام ميليشيات الحوثي الذي سيحكم الجميع باسم السماء إلى يوم القيامة ..
والآن تعمدت الميليشيا إلى تعميق التقسيم الاجتماعي للمواطنين بين فئات ذات مراتب وتراتبية متعددة بقصد التميز للهواشم والاحتقار لمن دونهم ..
مع أن دستور الجمهورية وبفضل ثورة 26 سبتمبر والأبطال الأحرار لا يعترف للجميع سوى بصفة المواطنة المتساوية والغاء التراتبية بينهم ..
هل تذكرون في مواسم الأعياد الوطنية والدينية عندما كانت تطول النشرة أكثر من ساعة كلها تصوير لأناس يتدافعون لمصافحة علي صالح ويفتخرون بهذه الحظوة أيما افتخار (سلمنا على الرئيس وكنا في ضيافة الرئيس ) ومعظمهم يعلق صورته برفقة الرئيس في رأس الديوان وغرفة النوم ..
ومعظم هؤلاء كانوا من الهواشم والقبائل الذين رفع علي صالح من شأنهم ..
واليوم صار زنابيل القبيلة يعرضون بأن صالح مشبوه النسب وأنه لا ينتمي إلى قبائل سنحان أو بيت الأحمر ..فهم من سوق لنا إعلاميا لقب عفاش واليوم لقب قرقر اليهودي ..
ونحن المواطنين في عموم الجمهورية لولا صالح لما عرفنا قبائل سنحان ولا نال معظم الهواشم هذه المكانة الرفيعة في مناصب الجمهورية التي غدروا بها ..فقد كان جميعهم نكرة ومحل سخرية الإمامة نفسها ( عسكروا ولو من سنحان ) ..
ومن كوارث صالح أنه مارس الانتقام ضد شعبه الذي أخلص له .. فسلم السلطة ومؤسسات الدولة بطريقة احتيالية انتجت الوضع الكارثي الذي نعيشه ..
لذلك نترحم على حسني مبارك الذي سلم السلطة إلى مؤسسة عسكرية صلبة حفظت الدولة ..والديمقراطية المؤجلة سيصل إليها الناس عبر الدولة وليس عبر الفوضى ..
كل الذين استفادوا من صالح هم اليوم الأكثر قبحا في نكران الجميل والإساءة لمن رفع من شأنهم سواء قبائل أو هواشم ..
ولو كان الرئيس صالح اشتغل للوطن دون تمييز لما كانت هذه النتائج القبيحة ضده وضد الوطن ..
الأكثر غرابة أن أكثر الناس حبا لعلي صالح اليوم هم البسطاء من الناس الذين لم يستفيدوا منه شيئا ..ولا يزالون مخلصين له .. ومعظمهم من خارج القبائل ومن غير الهاشميين المتوردين ..
حتى الأكثر شراسة في نقده ومهاجمته - ونحن منهم - غير راضين بهذه الإهانة الموجهة للرئيس السابق أو لعامة المواطنين .. لأنها تنسف أهم مبدإ دستوري وقيمة إنسانية وهي المساواة بين الناس ..
ولو انتهى الأمر بحكم اليمن إلى الميليشيات فإنهم سيعيدون تقسيم الناس إلى أصول وفسول ..وهم الأصل الطاهر وعلى الجميع تقديسهم والتمسح بهم ..
ومن العار أن ترى إنسانا يقبل ركبة وقدم غيره من الناس ..كما رأينا صور بعض القبائل في تقبيل أقدام الهواشم ..
وهي فترة لن تدوم فسينفجر الشعب في وجوههم دون رحمة .. فالحرية هي الاصل والعبودية هي الاستثناء ..