ألحق انقلاب عصابة الحوثي الإرهابية أضرارا أخلت بجميع جوانب الحياة اليومية ، فمازال انقلاب هذه العصابة يؤثر على قدرة المواطنين على السفر الداخلي والخارجي أو حتى على المشاركة في احتجاج بسبب الأوضاع المعيشية، ويعاني المواطنون يوميا من الإذلال والخوف والقمع ، ونتيجة لذلك أصبحت حياة السكان من الناحية الفعلية رهينة في يد هذه العصابة التي لم تكتف بتغيير التركيبة الاجتماعية والثقافية ، بل تجاوزتها إلى تدمير الاقتصاد تمهيدا لتغيير هوية اليمن .
ربما تابع الكثيرون المعسكرات الصيفية التي أنشأتها هذه العصابة لاستدراج الأطفال عن طريق غسل أدمغتهم بهدف تغيير هويتهم ، إلا أن الأخطر من هذا كله ، هو ما تقوم به من عملية تجريف لممتلكات المواطنين بهدف إخضاعهم لتبعيتها من خلال إفقارهم والاستحواذ على ممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم ، فهي لم تتوان في سرقة مرتباتهم ومصادرة كل شيء حتى وصلت إلى جيوبهم وفرضها للضرائب المهولة على السلع والخدمات بأثر رجعي واستبدلت المؤسسات والبنوك والمراكز التجارية والمولات والفنادق والمطاعم والمدارس الخاصة وحتى المنظمات والجمعيات المدنية ومتاجرتها بالمشتقات النفطية والغاز وفرض الرسوم الجمركية ، لتجعل المنظومة المالية بيدها .
لقد وضعت هذه العصابة مخططا محكما وعملت على تنفيذه ، بهدف تدمير الاقتصاد اليمني وتغيير هوية اليمن الاقتصادية استكمالا لمشروع إلحاق اليمن بالمشروع الإيراني ، من خلال تغيير هويته السياسية والحضارية والثقافية وقد بلغت الأمور حدا من الخطورة تتجاوز التفاصيل المتعلقة بالانقلاب على المدى القريب أو البعيد ليطاول استراتيجيا أي إمكانية للخروج من الأزمة الحالية على المدى القريب بسبب التغييرات البنيوية التي تسعى هذه العصابة لفرضها على اليمنيين وعلى وضعهم المعيشي .
وعلى الرغم من عدائها المعلن للنموذج الرأسمالي الغربي إلا أنها وظفت مؤسسات الدولة لصالح البرجوازية الحوثية والشركات المملوكة من قبل أفرادها ، بالإضافة إلى تأسيس شريحة من البرجوازية الحوثية المتنامية واستخدمتها كقاعدة للتجنيد واستقطاب الأموال من الجهات الفاعلة والخاصة في الداخل والخارج واستثمارها عبر مشاريع في قطاع العقارات والبناء والتجارة ، ما جعل هذه الطبقة هي الراعي الجديد للمجتمع القادم من صعدة والتخلص من رجال الأعمال السابقين .
لقد وضعت يدها على كل مصادر الأموال ، سواء عبر وضع يدها على شبكات محلات الصرافة القانونية وغير القانونية وعلى كل السيولة بالدولار الموجودة في البنوك أو في جيوب الناس ، لم تبق شيئا إلا ووضعت يدها عليه ، حتى الشحاتين في الشوارع ألزمتهم بتسليم ما يشحتون إليها ويتقاضون مقابل ذلك مرتبات شهرية .
إن تجريف الاقتصاد اليمني ومصادرة معيشة الناس اليومية ، يهدف إلى تبعية المواطن اليمني لهذه العصابة وشغله بمتطلبات لقمة العيش اليومية وصرف جل وقته في طوابير الغاز والبترول ويتوقف عن التفكير في أمور تتعلق بحياته وحريته ويتوقف فقط عند همه اليومي .
ربما نجحت هذه العصابة لبعض الوقت في خداع الصف الجمهوري واستغلال انقسامه ، لكنها لن تستطيع أن تستمر في هذا الخداع إلى مالا نهاية ، خاصة حينما يدرك الصف الجمهوري أن وطنه يضيع من بين يديه وكرامته تهدر كل يوم ولقمة عيشه مغموسة بالذل ، ويدرك أيضا أنه من يمد في حياة هذه العصابة ويبقيها على قيد الحياة ، لأنها تقتل الجمهورييين بالجمهوريين وأن عدد مشرفيها القادمين من صعدة لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة في كل محافظة ، فكيف لهؤلاء الأفراد أن يحكموا هذه الكثرة ، حينها سيكون سلخ الجلود وتعليق الجماجم وشنق الرقاب ، وستعود كل الممتلكات التي نهبت وسيشفي كل يمني غليله من كل حوثي اغتصب راتبه أو أرضه أو متجره أو شركته أو أخذ إتاوة منه بالقوة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .