محاولة انعاش الرئيس هادي، أشبه بمحاولة إعادة الروح لجثة استنفدت كل عوامل البقاء، اجراء بائس لرئيس معطل بذاته، ولا تجدي معه أي وسائل للتطبيب، التنشيط والمعالجة. رجل هو داء بنفسه، خائر القوى وعديم المنفعة.
لا علاقة للأمر بالظروف ولا تكالب الأعداء، هو هكذا منذ البداية، ولا جدوى من مغالطة أنفسنا به أو ترميم عجزنا بمحاولة استعادة فاعلية منعدمة، منذ متى كان الرجل فعالًا؛ كي نعاود التعويل عليه وحشد امكانيتنا لتدعيمه..هل ثمة رئيس في تأريخ البلاد حظي بدعم العالم كله كهادي، هل ثمة رجل سلطة خذلنا في كل المحطات وما يزال، وما نزال نعزف له كل مرة.
لايمكننا تصحيح الوضع تحت قيادته، لا يمكنك تلافي أخطاءك تحت قيادة شخص خطأ، هادي هو الخطأ الأعظم، خطأ أصيل وغير قابل للتصحيح، لا يمكنك تخفيف خطأه، سوى بنفيه، كل الخطوات الفاعلة في ظل قيادته تنتهي بنتيجة عدمية.
الإصلاح متخوف من زوال هادي، ليس لكونه مستفيد من بقاءه فحسب؛ الأمر متعلق بذهنية الحزب وميله للحفاظ على الوضع الرتيب، مهما بدت لهم عطالته، والتخوف المبالغ به من أي مستقبل مجهول. لقد صار الرئيس عبئًا عليكم كما هو عبء على البلاد. ولا يوجد مبرر للخوف من الغد. لكم أن تخافوا من اليوم أكثر تخوفوا من الوضع الحالي، حيث غضب الناس بلغ منتاه وفقد الناس الثقة بالجميع بمن فيهم أنتم.
بوجود هادي وبعدمه؛ ستظلون قوة في البلاد ليس بمقدور أحد تجاوزكم، فقط عليكم التفكير بجرأة أكبر؛ لابتكار آفاق جديدة للبلاد بكاملها ومعها ستدرأون خوفكم بشكل صحي وموثوق. بدلا من هذه التدابير الكسيحة والبائسة. لا جدوى من إصلاحات تدارون بها خوفكم، وتطمئنون بها أنفسكم. يلزمكم كثير من الثقة بالذات لتتصرفوا بشجاعة مع شركاءكم. المبادرة خير من انتظار الموت البطئ.
ثمة محاولات لتحييد هادي، تعلمون هذا جيدا، على أن تحييده لن يحل المشكلة تمامًا؛ لكن بقاءه أيضًا يغلق كل الدروب الممكنة، بقاءه يطيل زمن الإعاقة وتراكم المخاوف وصولا؛ للحظة فارقة وخارجة عن السيطرة. عزلة مشكله محتملة يمكنكم احتواءها، لكن بقاءه مشكلتين، لربما تفقدكم زمام المبادرة.
وإن أفضل ما يمكننا فعله هو المسارعة لتدبر حل يخرجنا من هذا المأزق، نقل صلاحيته طواعية، ترتيب صيغة توافقية بديلة وازاحته، نفيه في صحراء بعيده ومجهولة، الدعاء له بالنار في المسجد الحرام، أو حتى التسلل بطريقة ما، نخو غرفة التطبيب، انتزاع الجهاز الطبي منه والسماح له بالموت الهادئ والرحيم.