قطعت السعودية والإمارات شوطا كبيرا على طريق تحقيق أهدافهما وإنجازهما الأكبر في إمساكهما بالحياة السياسية من خلال اختطاف السعودية لقرار الشرعية وإنشاء الإمارات لمليشيات ضد الشرعية ، وبدوره أشرف المشروع الإيراني على مؤسسات الدولة من داخلها ممسكا بأركانها في صنعاء من خلال الحاكم العسكري أيرلو .
أصحاب العمائم السوداء قادوا اليمن إلى كارثة متعددة الأوجه ، اقتصادية وسياسية وأمنية وأعادوا البلاد إلى أيام الحروب القرشية ، وأصحاب العقالات السوداء ارتكبوا جريمة كبرى بحق اليمن باختطافهم للشرعية ومنعها من بناء مؤسساتها على الأرض وصنعوا انقلابا آخر في عدن يساوي انقلاب أصحاب العمائم السوداء في صنعاء ، فجميعهم تحالف العقالات السوداء وأصحاب العمائم السوداء أنشاؤا مليشيات ودعموا الفساد وأفرغوا الشرعية الدستورية من مؤسساتها وأفرغوا دولة القانون من أي مضمون ، وقادوا اليمن إلى الانهيار الشامل الذي تعيشه منذ سنوات .
أراد تحالف العقالات السوداء اليمن ورقة مساومة مع أصحاب العمائم السوداء ، هدفهم الأدنى إضعاف الدولة والأقصى حرب مفتوحة إلى أمد بعيد ، أما أصحاب العمائم السوداء يريدون اليمن في الحد الأدنى ورقة مساومة على مشروعهم النووي ، وفي الحد الأقصى تحويل اليمن إلى جزء من دولة الولي الفقيه .
حاولت أن أبحث عن إيجابية واحدة لتحالف العقالات السوداء فلم أجد سوى إضعاف الشرعية وتمزيقها والنيل منها وإضعاف أي حكومة تتشكل وبذلك ساعد عصابة الحوثي على التموضع والتمركز في كل زاوية من زوايا اليمن ، فكيف يمكن للشرعية أن تنتصر وحكومتها ممنوعة من ممارسة عملها من قبل مليشيات هي من إنتاج تحالف العقالات السوداء .
تحالف العقالات السوداء جاء لإنقاذ اليمنيين من أصحاب العمامات السوداء فسلموهم إلى الموت بالتقسيط وجعلوهم يحلمون بساعة فرج بفتح جبهات القتال جميعها في وقت واحد ، يتعلقون بحبل المعلومات المتواترة بانتصارات بعض الجبهات على أمل إنهاء المراوحة والجمود الذي يكتنف جبهات القتال ويعطل الحكومة عن العمل وكأنه قد حكم على هذا الشعب ألا يملك إلا الانتظار السلبي لاستحقاقات التحالف من جهة وإيران من جهة أخرى ليبقى رهينة لعبة قذرة يؤديها بعض اليمنيين الذين تجردوا من هويتهم الوطنية وتحولوا إلى قفزات قذرة لأصحاب العقالات السوداء من ناحية والعمائم السوداء من ناحية أخرى .
بعد ست سنوات من الحرب يتهاوى الريال اليمني ، ويجوع البشر في اليمن السعيد وتعطل الحكومة عن العمل بسبب تشجيع مليشيات صنعت لإعاقة الشرعية عن شرعيتها ، مما ساعد عصابة الحوثي الإرهابية على الاستمرار في انقلابها على شرعية اليمنيين ، وهنا توافقا أصحاب العقالات السوداء مع أصحاب العمائم السوداء في مضغ دماء الحقد الأسود على اليمن الضارب في أعماق التاريخ .
هذا المقال لليمنيين نناشدهم بأن يكفوا عن العمائم السوداء والعقالات السوداء ، فلن يجلبوا لليمن سوى أيام سوداء ، وكل ما نريده من التحالف أن يتعامل مع اليمن كدولة وفق قواعد القانون الدولي ، فهي لا تخوض الحرب دفاعا عنها فحسب ، بل تخوضها دفاعا عن منطقة الخليج والعالم العربي والإسلامي المستهدف من قبل مشروع الهلال الشيعي ، وإذا أرادوا أن يكفروا عن أخطائهم التي ارتكبوها بحق اليمن واليمنيين فليسمحوا بفتح الجبهات جميعها بتوقيت واحد ويسمحوا للجيش الوطني أن يمتلك السلاح الذي به يستطيع حسم المعركة للوصول إلى السلام الذي يحمي اليمن ويحمي المنطقة من مشروع الهلال الشيعي الذي ترعاه إسرائيل وتنفذه إيران .