أنياب الثورة المضادة.. (1)
الإثنين, 11 مايو, 2020 - 09:08 مساءً

تنويه
 
لا تراعي المقالات الأخيرة ترتيب الأحداث وسأعود من جديد لأحداث سابقة.
 
...........
 
حين يكون عليك أن تتمسك بقضية عادلة وتدافع عنها بإيمان فإن عليك أيضا أن تتجاهل كل شيء بخل الأصدقاء عن كلمة صدق واحدة بحقك وكيد الأعداء لك وسخرية الأغبياء الذين يعتقدون أن الحياة تتوقف ولا تدور.
 
هناك عليك أن تلوذ بروحك وقبلها الله وأن تواصل المشوار .
 
من بين الأغبياء الذين وجهوا سهامهم لي أكثر من مرة صحيفة الأولى وكان يمولها مع صحيفة الشارع ياسر العواضي وكانت تخدم علي عبدالله صالح والحوثيين بعد ثورة2011م وخلال الفترة الإنتقالية وأتذكر مقال رئيس التحرير محمد عايش عني في الصفحة الأخيرة ( أحمد الشلفي قفل برتبة مراسل) وكذلك مقالان طويلان لعلي البخيتي في صحيفة الأولى يتحدث عني شخصيا وفيها ذم وهجاء لا أتذكر سببه.
 
ولم يتوقف علي البخيتي عن ذلك فحسب بل كان يتصل بمن يعرف في قناة الجزيرة بالدوحة وينتهز كل فرصة يأتي بها مسؤول من الجزيرة إلى صنعاء لينفرد به جانبا ويحدثه عن سيئات أحمد الشلفي وضرورة التخلص منه وقد بذل جهدا كبير في ذلك لو سخره لقضية أخرى لكان أنفع له لكن من سوء حظه أنهم كانوا يبلغونني بما يقوله مع كثير من الإستغراب لفعله واستمر البخيتي يفعل ذلك كلما سنحت له الفرصة رغم دعوتي الدائمة له للمشاركة كضيف وهو أمر مضحك بالطبع.
 
وقد علقت حينها على صفحتي في الفيس بوك قائلا:
 
الميثاق
اليمن اليوم
المنتصف
المؤتمر نت
الأولى
حشد نت
 
هذه الصحف بعضها يملكها علي صالح وبعضها يملكها آخرون والمشترك بينها فقط أنها تهاجمني منذ مده ،المهم ..كلام من هذا؟
 
حالة الأولى والشارع وعلي البخيتي كانت حالة عامة في ذلك الوقت فقد نشط علي عبدالله صالح وأولاده والمقربون منه بتفريخ صحف وتلفزيونات وإذاعات تمثل الثورة المضادة ونشط الحوثيون ايضا في نفس الوقت فأنشأوا صفحات وتلفزيونات وغيره من وسائل الإعلام وراح الحوثيون يستقطبون الصحفيين ويدربونهم في إيران ولبنان .
 
كنت خائفا جدا من ارتدادات ما بعد الثورة وكنت أعلم حقا أن الثورة المضادة جاهزة للرد على ما حدث وسيكون لها أنياب ومخالب وأن انقلابات ستحدث على تلك الثورات وفي مخيلتي ما حدث في كل الثورات التي سبقتنا وأعرف أيضا أن الشعوب لا تتعلم من تجارب غيرها للأسف.
 
وبدأت بعد نوفمبر2011م بكتابة تصورات حقيقية لبناء وسائل إعلام تدافع عن مشروع الثورة وتؤسس لمشروع وطني حقيقي وكتبت مجموعة من التصورات وناقشتها فعلا مع مجموعة من الأصدقاء ورجال الأعمال وكذلك توكل كرمان لكن شيئا مما كنت أريد لم يتحقق في ذلك الوقت لأسباب كثيرة.
 
انقض إعلام الثورة المضادة علينا مبكرا وكانت الأحزاب منشغلة فقط بتقاسم المناصب والسلطات والحروب فيما بينها ووحده الحوثي كان جاهزا بكل قدراته وبمساعدة دولة علي عبدالله صالح العميقة لاستغلال كل ذلك الفراغ والوهن.
 
ركز إعلام صالح والحوثيين في تلك الفترة على شخصيات الثورة الإعلامية والسياسية وعقد تحالفا واضحا لضرب مخرجات الثورة وشخوصها وكنت أراقب إعلام الحوثي وصالح متناغمين بشكل يبعث على الدهشة والإستغراب.
 
وفي غمرة الغباء وقلة الحيلة لأحزاب ومكونات الثورة وغفلتها عما كانت تخطط له دول الثورة المضادة وأذرعها في المنطقة في اليمن كان الشغل الشاغل لعلي عبد الله صالح وللحوثيين ولفصيل علي سالم البيض الذي كان يعمل من لبنان مثل الحوثيين كيفية تخريب المرحلة الإنتقالية.
 
وقد أتيحت لي فرصة معرفة بعض ما كان يدور في اجتماعات ومكالمات هؤلاء من عمل منظم لتخريب العملية الإنتقالية والحوار الوطني ومثلما أطلق الحوثيون قنواتهم من لبنان أطلق البيض قناة من لبنان أيضا ومول مظاهرات وأعمال داخل الجنوب في ذلك الوقت.
 
أما علي عبدالله صالح فقد استخدم قناة اليمن اليوم وصحيفة اليمن اليوم وإذاعة لا أتذكر اسمها الآن ومعرفته العميقة كحاكم لليمن في ضرب وتشويه كل عمل جميل للثورة وللثوار وكان يشرف بنفسه على البرامج والنشرات بل ويأمر بما يكتب في صحيفة اليمن اليوم، وقد كتبت الصحيفة عني في تلك الفترة أكثر من مرة وكذلك فعلت برامج اليمن اليوم وعن كثيرمن السياسيين والإعلاميين والثوار وكان هدفها تشويه الثورة وكل من ينتمي إليها.
 
صادفت تلك الفترة وخاصة 2012 و 2013 الإنقسامات والخلافات الحزبية للمكونات التي يفترض أنها تحمي الثورة حول الوظائف والمحاصصة وتطلع بعض الشخصيات للحكم وهو الأمر الذي لعب عليه تيار الثورة المضادة وكانت نتيجته انقلاب الحوثيين وصالح في سبتمبر من العام2014م.
 
والآن إليكم مقال صحيفة الأولى بصفحتها الأخيرة في 22 سبتمبر 2013م وقد هاجموني ودافعوا عن أنفسهم بوصفهم ثوارا وباعتباري بلاشرف مهني ولا أفهم وهددوني بما هو أكثر من ذلك وقد ظلوا فترة طويلة يدافعون عن الحوثي وصالح وانقلابهم ويروجون له قبل أن يغادروا صنعاء.
 
الشلفي.. "قُفل" برتبة "مراسل"
 
بثت قناة "الجزيرة" القطرية لمراسلها في اليمن أحمد الشلفي تقريرا تظهر فيه صحيفة "الأولى" خلال حديثه عن وسائل إعلام قال إنها "تهاجم الرئيس هادي" وإنها "تتبع المؤتمر الشعبي العام عموما".
 
يا شلفي، وقد صرتم خزوة الإعلام كله بتبعيتكم الفجة، أنتم وقناتكم، لـ"الإخوان المسلمين"، علينا أن نفهمك ما تراه أمام عينيك ولا تفهمه:
 
أولا: غلاف "الأولى" الذي أظهرته في تقريرك ليس فيه شيئا من "مهاجمة هادي" بل هو عنوان عن تعقد المشكلات والمطالب والمواقف داخل مؤتمر الحوار الوطني حتى أصبح هذا المؤتمر "على كف عفريت" كما يقول العنوان.
 
ثانيا: نحن ننتقد "هادي" ولا ننكر ذلك ولكن اختيارك لذلك الغلاف لم يكن مطابقا لما أردت أن تقوله، مع كونه منسجما مع المعروف من غبائك.
 
ثالثا: "الأولى" لا تتبع المؤتمر الشعبي العام، وهي من وثقت لـ"الثورة" ضد صالح من أول يوم وأسمتها "ثورة" قبل أن تجرؤ أنت وأسيادك على استخدام هذه التسمية، ثم أنه لو كان لديك أي إحساس بشرف الانتماء للمهنة لما تبنيت آراء أسيادك: الإصلاح، وعلي محسن، وحميد الأحمر، ومواقفهم واتهاماتهم ضد زملائك وضد الصحافة المستقلة.
 
أنت من هذه الناحية بلا "شرف"، وكنا نعتقدك، فحسب، مزورا بلا ذكاء وبلا شخصية مستقلة.
 
رابعا: لقد نشرت "الأولى"، وتنشر دائما، فضائع من فساد "صالح" و "المؤتمر الشعبي" و نظامهما، ولو كنا تبعا لهما لكانت حالتنا مثل حالتك: إذ هلا أريتنا نفسك مرة واحدة وأنت تبث ولو ما يساوي قلامة الظفر مما لا يرضي "جماعتك" أو بيادات قائدك العسكري الموغلة في الفساد وسفك الدماء؟!!
 
خامسا: كيف تجرؤ على التعريض بمصداقية أي وسيلة إعلامية وأنت أحد أكبر العابثين بنزاهة وحياد الإعلام، ولو استعرضنا كذباتك الفضائية الموثقة لخجل بك أقرب أقربائك.
 
سادسا: إذا احتجت  إلى "سادسا" فأبلغنا.
 
شكرا للانتباه
 
أخيرا
 
.........
 
وددت لو أقول لهم الآن من منا كان بلاشرف ومن خان مهنته وأمته ووطنه؟!

التعليقات