فبراير مبتدأ الثورة (2)
الأحد, 26 أبريل, 2020 - 09:23 مساءً

من جديد لفت نظري بعض الأصدقاء إلى أن ما أكتبه الم يحمل وجهة نظري وفلسفتي للأحداث فإنه يعد مجرد سرد عادي للأحداث ولا يمكن أن نسميه مذكرات يمكن أن تضم بين دفتي كتاب.
 
وأنا اعتقد بأن فلسفتي للأحداث تعبر عنها الرواية الصحيحة والمعلومة الأكيدة التي يمكن أن تكون مرجعا لباحث أو دارس أوقارئ نهم.
 
غير أني أنوي عندما أختم هذه الذكريات أن أكتب خواطر تلخص فهمي للأحداث التي مررت بها أيا كانت إن ساعدتني الظروف والكتابة.
 
أعود إلى بدايات فبراير 2012م أوماأسميه أناعام الثورة اليمنية إذ توقفت في المقالة السابقة عند أول اعتصام بدأ في ساحة التغيير بصنعاء عقب تنحي الرئيس المصري حسني مبارك في 11 فبراير 2011م.
 
فكلما حان موعد ذكرى ثورة فبراير يذكرني أصدقاء إن اندلاع الثورة في اليمن كان في الخامس عشر من يناير وليس في الحادي عشر من فبراير لكني اختلف معهم لأن الحادي عشر من فبراير كان الحاسم لقناعة غالبيةالناس بالخروج ضد النظام.
 
أما في مدينة تعز فخرجت جماهير غفيرة تؤيد الثورة المصرية وتطالب برحيل النظام وإسقاطه وأذكر من بين الأسماء التي خرجت الفنان فهد القرني والكاتب الصحفي فكري قاسم الذي رأى بعد فترة أن الثورة سرقت واختطفت ، والفريق القائل إن الثورة سرقت واختطفت فريق كبير جدا بعضهم كان له قناعات شخصية ناتجة عن الاحتكاك بمكونات الثورة والبعض الآخر كان على علاقة عداوة بحزب الإصلاح الذي سيطر لاحقا على ساحات الثورة أما الفريق الثالث فهو فريق المخبرين وأجهزة الأمن وقد عرفت منهم الكثير في ساحة التغيير بصنعاءولاحقا كشفوابصراحة عن وجوههم وراحو يقولون إنهم كانوا ثوارا ولكن الممارسات التي حدثت أثناء الثورة جعلتهم يكتشفون أن نظام علي عبدالله صالح أفضل.
 
ولايمكن إنكار أن الثورات تتعرض لاختطاف وسرقة وقدحدث ذلك في الثورة اليمنية إذ أن تنادي الأحزاب والشخصيات السياسية والإجتماعية والعسكرية والقبلية كان له أغراض أخرى غير الثورة وقد حدث هذا في كل الثورات وليس وقت الحديث عنه الآن ولكن مقولة (الثورة يصنعها الشرفاء و يقودها الشجعان ثم يسرقها الجبناء ) صحيحة لدرجة كبيرة.
 
بعد الحادي عشر من فبراير من عام2011م بدأ الناس برفع أصواتهم وكان عبدالكريم الأسلمي عضو البرلمان هوأول برلماني يمني أعلن استقالته من حزب المؤتمر الشعبي احتجاجا على الأوضاع وقد عبر عن ذلك عبر الجزيرة بعد تواصلي معه فقد سعيت خلال تلك الفترةللتواصل مع شخصيات برلمانية أخرى للتعبير عن رأيهم إلا أن الجميع كان مايزال يفكر، فالبعض كان خائفا والبعض متردد ولايريد أن يخسر علاقته بالنظام إذا لم تنجح الثورة والبعض الآخر كان ينتظر وهناك من كان يعتقدأن صالح أقوى من أي ثورة وتقريبا فهذا هو التوصيف الحقيقي للسياسيين اليمنيين في مراحل مضت وحتى الآن ، ترقب وتردد وخوف ومرواحة في المنتصف ولولا ظروف الربيع التي انطلقت في تونس ومصر لبقيت الأمور كماهي عليه والدليل أنه عندما خرجت الثورات المضادة في بلدان الربيع عاد الكثيرون إلى مربعهم الأول يقولون رحم الله النباش الأول!
 
هذه الفترة كانت فترة صعبة جدا فقد كشر النظام عن أنيابه وبدأ يفرز من معه ومن ضده قبل أن تأتي جريمة جمعة الكرامة في الثامن عشر من مارس2011م فتعصف بالنظام عصفا وتحيله إلى مجرد بيت أوهى من بيوت العنكبوت أنكره الأصدقاء ونال منه الخصوم ولم يبق سوى الدائرة الضيقة من المنتفعين منه.
 
منذ الحادي عشر من فبراير بدأت ساحة جامعة صنعاءتكبر شيئا فشيئا في البدءكان الناس يتحلقون بالمئات حول النصب التذكاري للجامعه ويبدأون بالهتاف ضد النظام والشعر والغناء حتى ساعات الفجر الأولى ثم يغادر الأكثرية إلى منازلهم ويبقى هناك العشرات وقد نصبوا خياما صغيرة ينامون فيها.
 
وبدأت الساحة تكبر يوما بعديوم وبدأ أعوان النظام يهاجمونها فيسقط جرحى بين المتظاهرين.
 
كان الزميل أحمد زيدان يذهب لساحة التغيير بصنعاءأما نحن فلم نعد نخرج باتجاه ذلك الشارع فالبلاطجة وكان هذا الإسم يطلق على أعوان النظام يطلبون رؤوسنا بالأسم.
 
في تلك المرحلة كان غمدان اليوسفي أكثر الصحفيين اليمنيين الذين تتصل بهم الجزيرة لنقل وقائع الصدامات والأحداث بين الحكومة والمتظاهرين وظل كذلك لفترة طويلة قبل أن تصله تهديدات هو أيضا فيتوقف.
 
وغمدان صحفي أعده من أهم وأقدر الصحفيين وأكثرهم مهارة في ا لتقاط الخبر والكتابة.
 

التعليقات