تحولات الشاعر .. تعز(1)
الإثنين, 13 أبريل, 2020 - 01:54 مساءً

أصدرت أول مجموعة شعرية لي عام 2001م كان عنوان المجموعة (تحولات الفتى والمساء) وضمت خمسة عشر قصيدة من لون التفعيلة وما يسمى بالمدور وقصيدة واحدة من الشعر العمودي.
 
بدأ الصف الأولي للمجموعة في تعز لكنني طبعتها في صنعاء وسأفصل مرحلة صنعاء الشعرية لاحقا.
 
كانت تلك المرحلة إيذانا بخروجي من تعز عقب استقالتي من مجموعة هائل سعيد التي كنت أعمل فيها بإدارة الإعلام أواخر عام 99م.
 
كان قرار خروجي من المجموعة قرار خطير غير محسوب إذ أنني قررت الإستقالة دون وجود بديل وكان ذلك بعد فترة قصيرة من زواجي .
 
وكان القرار الثاني غير المحسوب توجهي للإمارات عام 2000م للبحث عن عمل وظللت هناك أشهرا قليلة بعضها في دبي وبعضها في أبوظبي في انتظار أن أحصل على عمل دون أن أتمكن من ذلك.
 
عودة إلى الشعر فلي معه حكايات وقصص وقد عرفت منابر الشعر في بداية عمري إذكنت قارئا نهما للشعر ومستمعا جيداله وكنت حينها استمع وأشاهد قصائد للشاعر السعودي عبدالرحمن العشماوي وهوشاعر تقليدي عمودي يكتب التفعيلة أحيانا وفوق أنه يكتب بغزارة فلديه أسلوب جميل في الإلقاء كان يبهرني .
 
كان هذا في البدايات ربما في بداية المرحلة الإعدادية وظللت عاما أوعامين أحاول أن أقلده في الكتابة قبل أن أعرف طريقي إلى المنتديات والمهرجان والتجمعات التي في غالبيتها كانت قريبة من قضايا الإسلاميين مثل القضية الفلسطينية في سنوات توهجها وحضور حركة حماس .
 
حينها كانت المنابر التابعة للإسلاميين موصودة أمامي فقد كنت صغيرا فلا أنا معروف ولا أنا قريب بدرجة كبيرة غير أن ذلك تحول في السنوات اللاحقة إلى شيء مختلف تماما إذصار اسمي قرين بنجاح أي مهرجان يقام وخاصة تلك المهرجانات التي كانت تقام في قاعة منتزه التعاون بحارة المسبح وكانت تنهال علي الدعوات من كل مكان في تعز وإب وصنعاء والحديدة وغيرها من المحافظات.
 
كنت أشارك في هذه المهرجانات رغبة في تلقي الاعجاب والتقدير وكنت أبذل جهدا في الإلقاءلأجعل الجمهور في القاعة يصفق بحرارة فالإسلاميون كانوا يرددون التكبير ولا يصفقون في تلك الأيام !
 
من بين المشاهد التي أتذكرها مشهد تشجيع لاأنساه حتى اللحظة فقد كانت جمعية الأقصى تقيم كل عام مهرجانا خطابيا أشارك فيه أنا بقصيدة ويحضره الشيخ محمد صيام خطيب المسجد الأقصى وقد توفي رحمه الله وهو شاعر تقليدي رائع وكانت قصيدتي تسبق قصيدته في المهرجان وبعدأن أكملت قصيدتي وكانت بعنوان (لن أبيع ) وقد حظيت بإعجاب الجمهور صعد الرجل على المنصة وقال ما معناه أنه لكي يحضى بنفس الإعجاب فأنه يحتاج لأسلوب وحماسة الشباب مثل أحمد الشلفي.
كنت في الصف الثاني للحاضرين ووجدت الدموع غزيرة تتساقط من عيوني مصاحبة لإعجاب الحاضرين من حولي.
 
أما الموقف الآخر فكان للقصيدة التي اشتهرت فيما بعد كأنشودة وهي (قسما بأن الدم يا عياش) التي نشرتها في مجلة فلسطين المسلمة عام96م وفي يوم رمضاني أثناء مروري من أمام محل تسجيلات إسلامية وبالصدفة سمعتها مغناة بلحن جميل.
 
بعدها حضرت الفرقة الأردنية التي غنتها في أحدى المهرجانات التي أقيمت في قاعة المنتزه وقبل البدأ في أدائها أهدوها لكاتبها وكنت حاضرا في الصفوف الأولى وسط تصفيق وهتاف الجماهير.
 
خرجت من هذه المرحلة الشعرية سريعا وأذكر من أسمائها عبد المنعم الشيباني عبدالغني المقرمي والصديق والأخ عبدالرحيم قحطان والعزيز فؤاد الحميري وأسماء أخرى لا تحضر في ذاكرتي الآن .
 
ولا أنسى أنني كنت من شعراء جامعة تعز التي كان اتحاد طلابها يستضيفني في المهرجانات والإنتخابات الطلابية لإلقاء القصائد وإحياء الأمسيات.
 
بسرعة حدث التحول من القصيدة العمودية والإنشادية إلى القصيدة الحديثة سواء التفعيلة أو الحرة وذهبت لأنشر في الجمهورية الصحيفة وفي الجمهورية الثقافية وأراسل الصحف والمجلات بقصائدي الجديدة وأساهم في أمسيات وصباحيات اتحاد الأدباء والمركز الثقافي واعمد اسمي كأحد الشعراء التسعينيين وكان للثقافية الصحيفة دور في ذلك وكانت تفرد مساحة ضافية للقراءات النقدية على صفحاتها وكانت قصائدي تحضى بالكثير منها وبين النقاد الناقد العراقي الكبير حاتم الصكر وأكاديمي عراقي كان اسمه عباس التميمي والناقد اليمني محمد ناجي أحمد والكاتب العزيز عبدالرحمن الحميدي وأسماء أخرى.
 
في أواخر التسعينات أطلقت وزارة الثقافة مسابقة شعرية في أنحاء اليمن وشاركت عن مكتب الثقافة بتعز وكان مديره رمزي اليوسفي وحزت المركز الأول بتعزو سط اعتراض شعراءكثيرين في ذلك الوقت لأنني كنت من خارج الدائرة.
 
أما المهرجان الذي لن أنساه فهو المهرجان الشعري الذي أحياه العزيز شوقي القاضي بتعز أواخر التسعينات عقب خلافه مع قيادات في الإصلاح وشارك فيه الدكتور عبدالولي الشميري وهو صديق عزيز لي معه وقفات أيضا وكان مهرجانا حافلا بالجمهور والرمزية امتلأت فيه قاعة المنتزه وخرجت منه راضيا عن مساهمتي.
 
أثناء عملي في مجموعة هائل في العام 98م بدأت المجموعة بإطلاق مؤسسة هائل سعيد للعلوم والثقافة وجائزة هائل سعيد أنعم .
 
أتذكر تفاصيل البدء في إطلاقها لأنها بدأت في نفس المكتب الذي كنت اعمل فيه فقد تجاورت أولا في نفس المكتب مع محمد البياتي وهو عراقي استلم هذا العمل قبل أن يأتي رئيسها الحالي فيصل سعيدفارع ليبدأ العمل فيها ويحولها إلى مؤسسة حقيقية .
 
وأتذكر أنني انطلقت إلى صنعاء حاملا معي دعوات المجموعة للمثقفين والسياسيين والصحفيين لحضور حفل الإفتتاح ووزعتها على الجميع عبر مكتب المجموعة في صنعاء والتقيت هناك بالشاعر الكبير الراحل عبدالله البردوني الذي استمع إلي والى قصائدي لكنه امتنع عن قبول الدعوة أو الحضور وكان واضحا موقف البردوني الشجاع من السلطة وبيوت المال.
 
وحتى لا أنسى ففي العام 2003 م بعد انتقالي لصنعاء شاركت بمسابقة رئيس الجمهورية للشعر( علي عبدالله صالح) بمجموعة ( جرح آخر يشبهني ) وحصلت على الجائزة مناصفة مع الزميل الشاعر جميل مفرح وكان على رأس المحكمين للجائزة الشاعر الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي ربطتني به علاقة احترام وتقدير وتشجيع كبيرة.
 
كانت فرحتي كبيرة ليس بالجائزة ولكن بالتقدير ومبلغ نصف مليون ريال الذي حصلت عليه.
 
سأواصل الكتابة عن مرحلة الشعر بعدة حلقات قادمة بما تستحقه إن شاء الله وخاصة بعد انتقالي إلى صنعاء.

* نقلا عن صحفة الكاتب بالفيسبوك

التعليقات