تمثل اليمن اليوم مثالا للدولة الفاشلة ونموذجا للتمرد المختطف للدولة والمجتمع بالعنف والارهاب والقمع والتخريب.
عينة للدولة المفترسة التي تأكل شعبها نتيجة سيطرة نخب الفساد وشبكات المافيا وأصوليات الفوضى والهدم، نموذج للتلاعب بعقول الجمهور ودفعهم للتضحية بمصالحهم وحاجاتهم ومتطلباتهم باسم الاوهام والخرافة وتمثل الكتلة المؤيدة للحوثية مثالا للاستلاب وللعصبيات الطائفية المقيتة ويتجلى هذا الاستلاب في الفئة الهاشمية بالذات في بعض محافظات الشمال والتي أصبحت أشبه بحلقات دعوية تعبوية تديرها خرافات الدين والأيدولوجيا وعسكرة السياسة ورغبة جامحة في استعباد الجمهور وغارقة حتى اذنيها بالرغبة في الموت والقتال.
هذه المتاهة التي بلغت ذروتها مع الانقلاب دشنت الحرب الأهلية ووضعت اليمن في هاوية السقوط والتفكك والتشتت وفتحت الأبواب لحرب دائمة وفتحت أبواب بلادنا لحروب إقليمية ودولية.
لم يكن التدخل العربي الحاسم والحازم الا فعل اجباري لا مفر منه لاعادة اليمن الى مسار الدولة الطبيعية وما كان لليمن ان يخرج من هذه المعضلة المستدامة والتي بلغت ذروتها باستيلاء مليشيات الحوثية على المؤسسات وقادت حروب غزو شرعنتها نخب سياسية وحزبية وصحفية وثقافية وقبلية ومازالت تشرعن لها يوميا حتى اللحظة.
التدخل العربي هي العملية الجراحية التي لا مفر منها لحماية اليمن من الانتحار وحماية للعرب من جعل اليمن سرطان للاستنزاف للامن القومي العربي، لم يكن التدخل العربي نزهة او مبني على إرادة متغطرسة وإنما له علاقة بالامن وباستمرار اليمن كوجود طبيعي في محيطه له علاقة بحماية الشعب والدولة وبحفظ وحماية امن دول الجزيرة العربية وإنهاء للتدخل الايراني ومواجهة اختراقاته في المنطقة.
هي عملية انقاذ مؤلمة ومتعبة وفيها تضحيات كبيرة يمنية وعربية وهذه العملية لن تتوقف وستزداد قوة وحسما مع الوقت ولا يمكنها الا ان تنجز اهدافها ولا تراجع عن استمرار وتطوير استراتيجيات الإنقاذ.
العمليات العسكرية ستأخذ مداها وفق ما هو مخطط له وليس إرسال قوات سودانية الا بداية لقوات عربية ستأتي من أقطار عربية اخرى، وستزداد القوات العربية العسكرية كلما زاد القمار والعناد الحوثي وسنرى القوات العربية في الحديدة وحضرموت وصعدة وحجة وتعز وغيرها من المناطق.
ستتلاحم القوى الشعبية المقاومة والجيش الوطني مع القوات العربية وستأتي الانتفاضات الشعبية في اغلب المحافظات لتلتحم بالقوات العربية لتشكل اليمن نموذجا حيّا للتلاحم العربي ومنطلقا جديدا لمرحلة جديدة في حماية الدول الوطنية العربية من التمرد والارهاب وطفرات الأيدولوجيات الثورية القاتلة والمدمرة للتغيير وبداية لمراجعات شاملة للامن القومي العربي واعادة بنائه ليأخذ مسارا جديدا مركز على التنمية لا صراعات الحكم وعصبيات الطائفيات البليدة القادمة من غابة التخلف والضياع وكهوف الاصطفاء الخرافي الذي حاصر العرب ومازال في بؤر التعالي الزائف وكهوف العزلة.
اليمن بداية الطريق والمعركة فيه لا يمكنها الا ان تصل الى المآلات المخطط لها ولا عزاء للفساد وعصبيات الدمار، وستتحرك الكتل الشعبية وتعلم من استغلهم وخدعهم من القوى الانتهازية درسا في الأخلاق والانتقام!!!
سيتغير اليمن بشكل جذري وسيحاكم كل مجرمي التمرد ومن تلاعب بالعقول وخدع الناس وجرهم الى محارق حماية مصالح المفترسين والدفاع عن قادة الشعوذة والتمرد.