غصةٌ في صدري واكاد ابتلعُ لساني وانا أراكِ تبتسمين في حديثٍ كان من الطبيعي ان تخالطهُ الدموع ، غصةٌ وفرح عندما ارى في ايقونةٍ مثلكِ روح الإنسان الصابر المحتسب في مواجهة واقعٌ أليم ومنفى إجباري، مؤلمٌ حد الصداع يا حورية ان نكون وحيدين في مواجهة قبح عدوٍ لا يرفقُ بنا ، وإهمال صديقٍ لئيم ابتسم لنا ردحاً من الدهر فلما وصل مبتغاهُ غرس في ظهورنا خنجراً وانصرف ، مؤلمٌ حد الصداع ان نواجهَ بانفرادٍ غدر زمنٍ تعيس ابتلع قاذورات هذا العالم ورمى بالورود وكل شئءٍ جميل خارج اسواره.
صدقيني يا عزيزتي لا يليق بكِ وطنُ كهذا لا يُقدرُ من خدمهُ بتفاني في اخطر مراحلهِ على الإطلاق ، كنتِ اول من طالب بقانون العدالة الإنتقالية وعمل له ليكون جزاكِ النفي في واحدةٍ من تجليات عدالة عُبّاد القبور ، لا يليق بملاكٍ مثلك أبداً التواجد في وطنٍ سلّم زمامه لقريش تعبث به وتُهين تاريخه وحاضره وتنكّر لأبناءه، وطنٌ صار رهينةٌ لأبو جهل يهينه صباح مساء وهو يخالجُ الإبتسامة ياستمتاع، وطنٌ حمى اللصوص والقتلة والمجرمين ورمانا بعيداً نبتلعُ جمر القهر والخذلان ونعتصرُ اﻷلم.
ابتسمي يا حورية، اعرفُ انك الآن وعند حديثكِ لتلك المراسلة الحسناء تُغاصبين الدموع ولكن هذا قدرنا نحن اليمنيين ، والمغلوبين على امرهم ان نعيش غرباء لا نخضعُ للذل ونقاوم الظلم بشجاعة الفرسان ، ابتسمي فإبتسامتكِ هي احدى الحسنات النادرة في تراجيديا مستمرةٍ من الحزن والمآسي ، ابتسمي فإبتسامتك اللطيفة في احد مراكز استقبال اللاجئين السوريين هي هديةُ المولى لهم حين عَبسَ في وجوههم الدهر ، واستخف بكبرياءهم العابرين.
ابتسمي فابتسامتكِ تُبددُ روائحَ الموت ، وتلعن الباغي وتصنع الحياة .. سلام عليك .