يشيحون بوجوههم عن تعز !!. يصمون آذانهم عن ندآئها وآهاتها !!
يغلقون افواههم عن قول الحقيقه .. يعقدون اذرعهم متخاذلين عن مساندتها ودعمها !ويقولون نستنزف الحوثيين وقوات صالح !!
يخاتلون ويكذبون ويسرقون فرحة تعز .. يطعنونها في الخاصرة ويستنزفون (عيالها) المتعلمين خريجي الجامعات .. يستنزفون كوادر الغد ومخرجات ما تبقى من وطن موجوع ..
يستنزفون روح تعز ومشروعها المدني العالق بين عينيها .. يستنزفون اطفالها القادمين من رحم السلم ويستنزفون احلامهم وآمانيهم وثقتهم ورؤاهم .. يستنزفون صبرنا وتماسكنا .. تضحياتنا ونضالاتنا ويستنزفون وسطيتنا وتعايشنا..ا
إنهم يستنزفون تعز بالحوثيين وقوات صالح ..
وهي الان تنزف ..من كل عروقها الدافئه تنزف .. من رأسها المتكبر/ المثقف تنزف .. من قلبها المترامي تنزف .. من اياديها المعطاءة تنزف .. من قدميها الصلبتين تنزف .. كم نزيف سيشبع ضمأكم ويطفئ حقدكم على من تُذِل ومن تُعِز !!
تعز تنزف .. والارض تشرب .. والاشجار تنبت من تعز .. والاطفال يولدون من تعز والكرامة تكبر في تعز والكبرياء يمطر من تعز والشمس تشرق من تعز والجبال تحتضن تعز ..
جذور الجبال لا تنسى .. تمتص اوجاع المدينة الساهرة في العتمه تحت القصف .. تتسامق حتى تناطح السحاب الذي يمطر دماً .. السماء تشاهد الاطفال الذين يسقطون كالقبرات.. والنساء المتناثرات كالورود .. تشاهد الرجال المتشحين بالدماء والاسلحه الخاليه من الرصاص بأقدامهم العاريه وقلوبهم المخذوله ..
السماء تشاهد المدينة الساهرة في العتمه تنتظر الفرقاء .. عساها تسند ظهرها المتعب .. وتملأ رغيفها اليابس بالامل .. وتمتلئ الماسورة الصامتة بالرصاص .. ويغمر القلوب المخذولة اليقين وتعود المدينة الساهرة ادراجها لتنام ..
السماء ترقب .. والرجال المتعلمون متأهبون بين الصخور .. استبدلوا الاقلام بالبنادق .. والدفاتر بصدور اعداء الامل والضوء .. استبدلوا المكاتب بظهور الصخور القاسيه ..
الرجال الواقفون كالطود .. كانوا اساتذة واطباءاً ومهندسين .. كانوا ميكانيكين وبناة ومزارعين .. كانوا طلاباً وشباباً يحلمون باللحظة التي يلقون فيها بقبعاتهم في الهواء .. يحلمون باللحظة التي يلبسون فيها عقود الفل على صدورهم ويحشرون خاتم الزواج في اصابعهم .. يحلمون بالطفل الاول والذكرى الاولى والوطن الخالي من الفقر والبؤس والتشرد
.. السماء تراقب والسحابات تذرف مطرها الحزين والمدينة القابعة في العتمة تعرف انها ستعود ادراجها لتنام .. لكنها تلملم (عيالها) المتعلمين من بين الصخور .. توسد رؤسهم المتعبة صدرها وتهدهدهم ليناموا هانئين الى الابد ..
يسقطون كقطع المرايا المتكسره وهم ينتظرون الذخيرة القادمة من خلف المدى .. لا احد يهتم لشأنهم .. لكن تعز تخرج منتصف الليل وتلتقط الصامدين لتخبئهم في شغافها .. كيف يموت الرجال وهم ضامئون .. وكيف تستقر الرصاصة في ظهورهم ولا مدد .. وكيف تسال دماءهم كالحبر وهم اغلى من كل شيء !!
ويأتي الرد الاكثر قسوة وحقارة .. نستنزف بكم ايها الشرفاء ارذل الناس ونستبدل بكم من يخاتلون ويلونون جلودهم الف مرة ومره ..
نبيعك يا طاهره .. نصلبك يا قديسه !! ولا دماء مثل دمائك .. لا رجال كرجالك ولا موطئ لجبين اطهر من تحت اقدامك ..
فيال العار الذي سيتشحون به ..يال الخزي الذي سيظل يطاردهم. . يال الخيبات التي ستجلدهم حتى الأبد. .